تحقيق /محمد رضـا
سوف نتحدث اليوم عن الدكتور خليل حسن خليل دكتور الاقتصاد السياسي في جامعة بنى سويف ومستشار اقتصادي للرئيس جمال عبدالناصر.
حرم من التعليم في عهد الملكية بسبب المصاريف الباهظة لتعليمه.
بطل تحقيقنا اليوم / الدكتور خليل حسن خليل شاب مصري أصيل من محافظة الشرقية مركز كفر صقر قرية الرباعي.
قرية الرباعي هي مسرح الأحداث ومهد بطل قصتنا ولد الدكتور خليل سنة ١٩٢١ حيث كان مولده فرحا وسرورا على والديه وأسرته، أقيمت الأفراح وتم ذبح الذبائح وتم اطعام أهل البلد جميعا ، حيث كان الحاج حسن خليل مشهورا بالكرم والجود وحسن الضيافة وكان منزله ملجأ لكل عابر سبيل وكل جائع .
كان الحاج حسن خليل يمتلك ٢٠فدانا ارض زراعية من أفضل الأراضي الزراعية في زمام محافظة الشرقية.
شب الطفل خليل على حفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية بعد ذلك تم التقديم له في المدرسة الابتدائية.
ذهب إلى مدرسة كفر صقر الابتدائية بمركز كفر صقر حيث لا يوجد مدرسة ابتدائية في قرية الرباعي كان أبناء القرية يذهبون إلى كفر صقر .
كان يذهب في بداية الأسبوع على حمار خصص له الحاج حسن ومعه الطفل عمر كان والده يعمل عند الحاج حسن خليل يذهب يوم الخميس ليأتي بخليل من المركز .
في مركز كفر صقر كان يسكن خليل هو وابن عمته احمد فى غرفة وأخذ خليل يدرس ويتفوق وينتقل من عام الى اخر إلى أن جاء العام الأخير فى الشهادة الابتدائية.
عام ١٩٣٣ حيث شهد تفوق خليل فى الشهادة الابتدائية حيث حصل على مجموع ٨٧٪ الأول فى الشهادة الابتدائية على مديرية التربية والتعليم بالشرقية.
عاد خليل يوم النتيجة إلى القرية مسرورا تملأ الفرحة قلبه ولكنه فوجئ بشيء غريب لم يكن يتوقعه كان القدر له رأى اخر
عندما عاد إلى المنزل وجد أمه حزينة هى وإخوته سعاد وهند وكوثر وأخيه فيصل يملئ الحزن وجوههم.
سأل خليل والدته لم تجيبه سأل إخوته لم يجيبه أحد وبعد تكرار السؤال شرحت له والدته ما حدث قالت له أن المحضر هنا فى القرية جاء ليحجز على عفش المنزل
سأل خليل ولم يحجز المحضر على عفش منزلنا يا والدتي، قالت له إنك والدك عليه ديون لأحد المرابين فى القرية اسمه غريب متولى .
هنا وجم خليل لم يستطيع قول شيء.
هنا انطفأت الفرحة فى قلب خليل عرف الحزن طريقه الى خليل الطفل الصغير.
جاءت بداية العام الدراسي وانتقال خليل إلى مدرسة الزقازيق الثانوية هو وأحمد ابن عمته شريك كفاحه ورفيق دربه، ذهب خليل وأحمد إلى الزقازيق الثانوية وكلهم امل فى الحصول على المجانية كاملة لان خليل حصل على المركز الأول على المديرية وأحمد على المركز الرابع فمن حقهم المجانية كاملة.
بدء العام الدراسي وانتظم خليل في الدراسة وبدء تفوقه من الشهر الأول فى المواد العلمية وحصل على أعلى الدرجات على فصول الصف الأول الثانوي، وهنا بدأت معاناة أخرى لخليل وهى أن مصر كانت تمر بأزمة مالية واقتصادية فى هذه الحقبة تحت الاحتلال الإنجليزي مما أثر أيضا على الفلاحين، القطن ثمنه فى الأرض، خسارة فادحة للفلاحين.
عانى خليل كثيرااا الطعام أخذ في النفاذ السيدة التي يسكنون فى منزلها فى الزقازيق تعانى هي أيضا مثلها مثل باقي المصريين، ولم يعد يتواصل معهم أحد من البلد من الرباعي بسبب الظروف الصعبة للبلاد كانوا يعيشون على خبز الازرة والجبنة القريش
ومع نفاذ الجبنة القريش بقى لهم خبز الآزرة فقط.
وايام الدراسة يتناولون ما لذ وطاب من مطعم المدرسة يعوضون الحرمان من الطعام.
بدأت مرحلة صعبة أخرى تواجه خليل وهى أرسل إليهم سكرتير المدرسة استدعاء إلى مكتبه، عندما حضروا مكتب السكرتير فى صباح اليوم التالي سألهم لماذا لم تدفعوا المصروفات الى الان ، تحدث خليل قائلاً أنا حاصل على الأول على مديرية الشرقية المجانية من حقي وهذا احمد زميلى حصل على المركز الرابع أيضا من حقه المجانية ، رد السكرتير قائلا وزير المعارف اعطاكم نصف مجانية فقط
وبالتالي لابد أن تسددوا باقي المصروفات والتي تبلغ ١٠جنيهات لكل واحد منكم.
هنا كان هذا الرد كالصاعقة على خليل وأحمد من أين؟ وكيف أن نسدد هذا المبلغ
أهلي لا يملكون هذا المبلغ ولا نصفه ولا ربع هذا المبلغ ولا جزء منه كان رد السكرتير حازما معكم مهلة أسبوع إذا لم تدفعوا المصاريف سوف تحرمون من الدخول الى المدرسة، عاد خليل وأحمد إلى منزل السيدة التى يسكنون عندها
قصوا عليها ما حدث ذهبت السيدة إلى الرباعى وعرضت الامر على أهل كل واحد منهم، ماذا يفعل الشيخ حسن خليل لايملك شىء
كتب خليل جوابا إلى وزير المعارف حلمى باشا عيسى شرح له الأمر والظلم الذي تعرض له، وظروفه أهله الصعبة ولكن دون جدوى لم يأتى رد من الوزير
مر الأسبوع تم طرد خليل من المدرسة، حرم من التعليم الطالب المتفوق، تم سلب حلمه منه
عاد إلى الرباعي والهموم تملأ عقله وتثقل رأسه إلى ماضيه
وبقي أبناء الباشوات والمعالى وجناب البيه وحضرة الباشا
بقي هؤلاء في المدرسة الثانوية لانهم يملكون دفع المصاريف، ومن لا يملك تم حرمانه من التعليم من النور من المعرفة من التقدم.
ظلت الأسرة حزينة بسبب طرد خليل من المدرسة الثانوية وفى هذه الظروف والحزن الذى يسيطر على الأسرة جاء البوليس ليلقى القبض على الشيخ حسن خليل لانه لم يسدد ديون غريب متولى.
هنا زادت الهموم فى عيون خليل ، زادت الحمول على كتف خليل ،ماذا يفعل هذا الطفل الصغير بعد حبس والده لم هناك عائل لهذه الأسرة .
هنا تذكر خليل سريعا أن هناك صديق لوالده خواجة يونانى يملك مزرعة ٥٠٠خمسمائة فدان فى إحدى الزيارات كان خليل مع والده عرض عليه الخواجة اليونانى العمل كاتبا فى الوسية ، لكن والد خليل رفض لان خليل كان سيذهب إلى الزقازيق لإكمال تعليمه
هنا قرر خليل الذهاب الى الخواجة اليوناني يعرض عليه العمل فى الوسية معه كي يستطيع الانفاق على والدته وأخواته البنات
هل يتركهم جوعى هل يتركهم دون عائل ، ووالده فى السجن .
ذهب خليل الى الخواجة وشرح له الأمر ووافق الخواجة على الفور
ذهب خليل الى كاتب الوسية حسين الباشكاتب وقال له الخواجة كلفني بالعمل معك ومساعدتك. وبدأت رحلة خليل في الوسية
ترك التعليم وحرم منه صغيرا من اجل الانفاق على أسرته أمه وإخوته.
هنا سوف نقف اليوم عند هذه المرحلة ونواصل لاحقا
(خليل كاتب الوسية) .
