كشف وباء كورونا المستجد ، قدرة الناس على تنفيذ القرارات الحكومية بفرض إجراءات تقييد حركة المواطنين وإلزامهم بالبقاء في منازلهم للحد من انتشار الفيروس، ليظهر مدى الحرص على الحياه ، وأيضا ظهرت معادن الناس فى تلك الشدة فى التعامل مع الازمة .

وتزامنا مع فرض إجراءات صارمة فى تقييد حركة المواطنين ، نستعرض الحالة اليومية فى مدن وقرى محافظة دمياط ، فلا تزال رائحة الخبز الطازج تفوح كل صباح فى شوارع المدن والقرى الخاوية .

فلا توجد قرية أو مدينة الا وتضم عددا كبيراً من المخابز التى تمارس عملها المعتاد يتوافد عليها السكان لشراء الخبز الطازج يوميا مع الحفاظ على مسافة الأمان بينهم وبين غيرهم .

كشف هذا الوباء عن سمات ثقافية يمتاز بها الدمايطة ، ففى  بندر دمياط  الذى اشتهر بحب السهر والتنزه ليلاً ، خاصة مع نهاية كل أسبوع ، ساهم في ذلك موقعها المتميز على نهر النيل وجمال مدينة رأس البر السياحية التى تعد أول جزيرة تقع بين النهر والبحر  .

ولأن المقاهي تمثل أهمية كبيرة في الحياة الاجتماعية فى بندر دمياط خاصة   ، حيث تضم  أكبر عدد من المقاهي فى المحافظة ، لكن بعد أن أغلقت المقاهي أبوابها ،بسبب التدابير الجديدة التي فرضتها الحكومية مؤخرا لمنع التجمعات، أجبرت الدمايطة على إقامة االتنزهات والسهرات في مكان واحد لا بديل له، وهو المنزل.

وأصبح رواد المقاهى سكانا مقيمين على منصات التواصل الاجتماعى في منازلهم يتفننون فى نشر فيديوهات تعليمية للوقاية من فيروس كورونا أو فيديوهات أخرى ” ايفهات ” عما يلاقيه الازواج مع زوجاتهم بسبب ” الحبسة”  التى لم يتوقعوها يوما ما ، ليتداول ” أزواجكم اسرى لديكم فأكرموهم”

وأيضاً باتت عملية بث الحفلات والفيديوهات والشائعات عبر الانترنت وسيلة لجمع أفراد المجتمع معا، وترى الكثير تحول الى خبير فى عالم الادوية والكل يتسابق فى تشيير المعلومات بغض النظر عن مصداقيتها من عدمه ، إلا أن ذلك يساعد في تشتيت الانتباه عن الظروف العصيبة التي نمر بها.

 و يبدو غريبا أن تكون المدن والقرى تحظى بتجمعات خاصة فى أسواق الخضار   التي تغص بالزوار فى النهار وكأن الفيروس لايظهر الا ليلاً.

 وأدى ظهور “ثقافة الحجر الصحي المنزلى ” الى تصرفات خطيرة تجرى فى العديد من القرى المختلفة بمحافظة دمياط من خلال العديد من شباب البانجو ، رغم إجراءات التباعد الاجتماعي الصارمة التي طبقت ، الا أنهم لايلتفتون الى مخاطر” فيروس كورونا ” الذى يحصد الارواح أوالبانجو على الصحة العامة ، فبعد إغلاق المقاهى لجأ الشباب إلى التسكع على الطرقات ليلا ، واتخاذ المقابر أوكارا لتعاطى المخدرات،  واحتساء المشروبات مع الأصدقاء، وقضاء ساعات جميلة تنتهى بالتشاجر بالاسلحة البيضاء واحداث الاصابات والجروح الدامية واللجوء الى المستشفيات لتلقى العلاج ، لتتواجد قوات الشرطة فى المستشفى وتحرير العديد من المحاضر الشرطيةعن تلك المشاجرات.

ورصدت ” صوت الشعب” تكثيفا أمنيا وانتشار الخدمات الأمنية فى شوارع وميادين محافظة دمياط والكمائن والخدمات الأمنية لرجال الشرطة على الطرق السريعة والرئيسية ، وسط التزام ملحوظ من المواطنين بقرار الحظر، للوقاية من فيروس كورونا.  

 وباتت حملات التطهير والتعقيم تتم يوميا بمدن وقرى المحافظة دون توقف ، بمعرفة العديد من الشباب المتطوعين ومساندة اهل الخير من القادرين فى جميع قرى المحافظة ..بما يؤكد عــلى مـقوله “مـن رحـم المعاناة يـولد الـرجال الشـداد ” حيث قاموا أيضاً  بتوزيع المطهرات على أهالي القرى، كإجراء احترازي للوقاية من فيروس كورونا المستجد، تلك هى مصر حفظها الله..محيى الهنداوى

 

 

  

 

 

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك