الاهمال الجسيم .. وفشل نظام الصيانة.. وغياب الرقابة يهدد آلاف الأرواح ويهدر ملايين الجنيهات

المحافظ يقرر : إغلاق مول حسان ..ودعم الشوارع بـ115 حنفية إطفاء

تحقيق : جمال خلف

ألسنة اللهب تتطاير، الدخان يتكاثف ،  “سارينات” عربات الإطفاء تدوي فتجذب الانتباه، لحظاتُ رعبٍ عاشها سكان منطقة السوق بمدينة رأس البر قبل ان يتمكن رجال الإطفاء من إخماد حريق هائل شب فى مول “حسان”  ، حيث فوجئ العاملين في أحد المطاعم بنشوب حريق في مدخنة بالمول ، مثيرا حالة من الذعر لدى الأهالي والعاملين .

تم إخطار قوات الحماية المدنية للسيطرة على الحريق ، وتحركت قوتين من الإطفاء  والشرطة لمعاينة موقع الحريق والسيطرة عليه وحصر الخسائر ، وتحرير محضر بالواقعة ،وإخطار مجلس المدينة ، قبل أن يقرر الدكتور إسماعيل طه محافظ دمياط إغلاق المول إداريا لحين مراجعة إجراءات الحماية المدنية .

ويعتبر هذا الحريق واحدا ضمن سلسلة الحرائق التي أصبحت أخبار نشوبها شبه يومية بأنحاء متفرقة بالمحافظة ، حيث جرت العادة على اتهام ” الماس الكهربائي” أو “عقب السيجارة” بينما توارت الأسباب الحقيقيةتحت رماد الحرائق .

كانت واقعة حريق مول حسان نقطة البداية التي انطلقت منها “صوت الشعب” في رحلة شاقة للبحث عن أسباب ظاهرة الحرائق التى شهدتها المحافظة فى الآونة الأخيرة .

بدأت الرحلة بالتردد على مختلف الأماكن الحيوية التى تزدحم بالمواطنين يوميًا، لتكتشف غياب وسائل التأمين ضد الحرائق بمعظم المنشآت العامة والخاصة ، مما يعرض أرواح المواطنين للخطر ، ويكبد الدولة خسائر بشرية وأخرى مادية تُقدر بالملايين سنويًا.

فى البداية يقول أسامه عيسى– رجل أعمال – ان واقعة حريق 6 أكتوبر ليس بعيدة عن الأذهان ، وترجع تلك الحرائقلضعف الرقابة على أصحاب المنشآت وعدم المراجعة المستمرة يؤدي إلي الغش في الأعمال الهندسية والتحايل على القانون، مؤكدا على ضرورة توافر متطلبات الحماية المدنية وتطبيق الاشتراطات طبقًا لأحكام القانون الخاصة بهذا الشأن لاستخراج التراخيص لحماية المواطنين من أي خطر قد يحدث.

وطالب عطيف نعمان – محامى – بمراجعة الحماية المدنية أو التنسيق معها قبل إصدار الموافقات الهندسية بمراكز المحافظة، لافتًا إلى اتخاذ إجراءات رادعة ضد المخالفين سواء بالإنذار أو تحرير محضر، موضحًا أنه لابد من توافر “الكود” المصري بجميع الإدارات الهندسية ومراجعة الاشتراطات الموضوعة مسبقًا فضلاً عن التنسيق مع وحدات الإطفاء للمرور على المنشآت وحصرها في المنطقة الصناعية ، مؤكدا على أن مسؤولية الوقاية وحماية الأرواح والممتلكات مسؤولية مجتمعية تتطلب تضافر شرائح المجتمع لدعم جهود وزارة الداخلية .

وأضاف إن تحقيق الوقاية من الحرائق في المنازل مرهون بنشر الوعي الوقائي بين أفراد الأسرة وتحفيزهم على أداء دورهم كشركاء في حماية أنفسهم ، ويجب أن يسعى المسئولين،لتصبح دمياطبيئةآمنةمستقرةخاليةمنالحوادثوأكثر المحافظاتأمناوسلامة.

وطالب أحمد عبد البارى– موظف – الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمياط وإدارة الحماية المدنية وشركة مياه الشرب برسم خريطة لحنفيات الحريق فى الشوارع على ان يوجد منها رسم فى إدارة الدفاع المدنى، وعندما يتم الإبلاغ عن حريق فى منطقة معينة  ، يتم الاطلاع فورا على الخريطة  قبل انطلاق قوات الإطفاء إلى مكان الحريق ، لتحديد مكان الحنفية التى سيتم استخدامها لمواجهة الحريق ، بعد تكرار حوادث الحرائق في العديد من المنشآت الصناعية بدمياط .

ولمواجهة تلك الحوادث المؤسفة وجه الدكتور اسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط بوضع خطة موسعة لزرع حنفيات الحريق بقرى ومدن المحافظة ، كما أمر بدعم منظومة الحماية بالمحافظة، وتركيب عدد 9 حنفيات حريق بمدينة دمياط ، بقيمة 50 ألف جنيه، كما تم تدشين مشروع لتركيب 115 حنفية حريق ضمن خطة موسعة لدعم الحماية المدنية بشوارع مدن وقرى المحافظة .

وفى تصريحات صحفية أكد المحافظ  رصد مبلغ 538 ألف جنيه من الخطة الاستثمارية لتمويل المشروع ، وفقأولوية الشوارع والاحتياج ، واعتمد المحافظ  أيضا تركيب عدد 51 حنفية بشوارع مدينة دمياط وعدد 15 بعزبة البرج ، و 14 بمركز كفر البطيخ ، و 35 بمركز فارسكور .

ووجه المحافظ برسم خريطة لكل مركز ومدينة وقرية توضح أماكن تركيب الحنفيات التى تم توريدها  ، ودراسة البعد الاستراتيجي المستهدف من تركيب الحنفيات ، لمكافحة أي حريق قد يندلع بالمحافظة .

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك