مركز طب الأسرة يعود لسيرة الإهمال وغياب الأطباء ومعاناة المرضى بعد زيارة طه
كتب – محمود البشبيشى :
فى مشهد بات معتادا لأهالى قرية سيف الدين التابعة لمركز ومدينة الزرقا أغرقت مياه الصرف الصحى شوارع القرية ، وحولت الحركة والحياة داخلها إلى ضرب من ضروب السحر والمغامرات .
وكانت القرية شهدت منذ شهور قليلة زيارة رسمية للدكتور إسماعيل طه محافظ دمياط ، واستبشر الأهالي بزيارة المحافظ خيرا ، علي أمل أن يحسم وجود المحافظ عدد من المشاكل المزمنة التى تعانى منها القرية ، وعلى رأسها مشروع الصرف الصحى المتعثر ، الذى يقترب عمر فشله من ربع قرن .
إلا أن المحافظ ذهب كما جاء ، ولم تستفد سيف الدين من زيارته شيئا ، بينما استفاد هو بمجموعة من الصور التى تثبت زيارته للقرية ، وتؤكد مروره منها . وعلى العكس استفحلت مشاكل القرية ، كأن المحافظ جاء ليزيد آلامها ومتاعبها فى الوقت الذى اعتقد فيه الأهالى أنه الجراح الذى سيأتى على يديه الشفاء .
كانت زيارة المحافظ لسيف الدين لافتتاح أعمال تطوير مركز طب الأسرة بالقرية . ورافق المحافظ خلال الافتتاح الحاج رمضان الخطيب وكيل وزارة الصحة بدمياط ، والذى عكف من جانبه على الإعداد الجيد لافتتاح المركز ليكون على أعلى مستوى له ، فقط خلال يوم الافتتاح ، ليعود بعد ذلك إلى سيرته الأولى فى الإهمال وتردى الخدمات وغيبة الأطباء ومعاناة المواطنين .
وهو الأمر الذى لم يختلف عن باقى أنحاء سيف الدين ، تلك القرية المنسية التى صدر قرار سابق من المجلس التنفيذى للمحافظة بتحويلها إلى مدينة ،
إلا أن القرار ظل حبرا على ورق لم يتم تنفيذه منذ إصداره قبل سنوات وحتى الآن .
استعدت القرية لزيارة المحافظ جيدا ، وعكف المسئولون بالوحدة المحلية على تنظيف الشوارع ، وإزالة الإشغالات حتى لا تؤذى عين المحافظ خلال مروره بشوارع سيف الدين متوجها لافتتاح المركز .
وكان الاهتمام بالنظافة والنظام مبالغا فيه للدرجة التى دفعت أهالى سيف الدين للمطالبة بزيارة يومية من جانب المحافظ للقرية للاحتفاظ بتلك الدرجة العالية من النظافة والنظام .
إلا أن سيف الدين التى لم يزرها المحافظ فى واقع الأمر تختلف كثيرا عن سيف الدين التى تفقدها خلال زيارته ، فالقرية لها وجه آخر يتمثل فى غياب أبسط مقومات الحياة الطبيعية بالنسبة للمواطنين .
وتعانى سيف الدين منذ سنوات طويلة من غياب الصرف الصحى ، الأمر الذى يؤدى لغرق الشوارع بمياه الصرفف وتحولها إلى مصدر للأوبئة والأمراض .
كما تعانى القرية من تدنى مستوى الخدمات مثل مياه الشرب التى تنقطع بصورة دورية لساعات طويلة لتنعدم مظاهر الحياة فى القرية ، وكذلك الكهرباء التى تنقطع لساعات طويلة أيضا ليغرق سكان القرية فى الظلام .
ورغم مناشدات الأهالى المستمرة للمحافظ والمسئولين بالعمل على رفع تلك المعاناة وحل تلك المشاكل ، إلا أن أصواتهم واستغاثاتهم طارت فى الفضاء ، فلا أحد يسمع ويجيب من المسئولين بقدر اهتمامهم بالصور والتقارير التى تؤكد أن ” كله تمام ” .
الأمر الذى دفع الأهالى للتفكير فى رفع شكواهم ومعاناتهم إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لإجبار المسئولين على الالتفات للقرية وحل مشاكلها ، أو تغيير المسئولين الذين أهملوا القرية وضاعفوا من مشاكلها .