زواج القاصرات

0
56

كتب

المحرر والناشر الإلكتروني لجريدة صوت الشعب، الصادرة من وعن محافظة دمياط

بقلم – أحلام شحاتة

 

زواج القاصرات للأسف أصبح ظاهرة متفشية في المجتمع و أسبابها معروفة طبعا للجميع و لا تخفى على أحد و أولها الفقر ثم الجهل ثم الخوف من العنوسة التي تؤرق مضاجع الكثيرين تجد الأب و الأم يقولون لك (أجوزها صغيره علشان أضمن مستقبلها و أطمن عليها قبل ما أموت و تخلف بدري بدري و تربي عيالها في وسطنا و نفرح بيها و بعيالها) منتهى التخلف فهي لم تنضج بعد لتعرف معنى كلمة زواج و لا مسئولية الزواج و لا متطلبات الزواج -كأنثى- حتى أن خصوبتها لم تكتمل بعد و لم تتهيأ لهذه الحياة الجديدة تفرح بالفستان الأبيض و المساحيق على وجهها كالدمية و البيت الجديد و الزغاريد و تجمع الأهل حولها بالتصفيق و الغناء تشعر أنها ملكة متوجة و بعد أن تدخل باب بيتها تنتهي فرحتها التي كانت تسكن قلبها و تبدأ رحلة العذاب الحقيقية من متاعب جسمانية و نفسية و تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه و مشاكل لا تنتهي لأنها لا تعرف كيف تتعامل معه كزوج و كرجل وتبدأ الشكوى منها لأهلها و يبدأ البكاء و النكد و يتدخل الأهل للإصلاح بينهما فتجد أن العقل لم يكتمل بعد و لا تستوعب ما يحدث و لا تتفهم أبعاد الأمر و يحدث الطلاق العاجل و المصيبة الكبرى إذا حدث حمل قد تتعرض حياتها للخطر لأنها طفلة تحمل بأحشائها طفلا و للحمل متاعبه التي تنوء بها الجبال و بذلك نكون قد صدرنا للمجتمع جيلا من الضعفاء جسمانيا و عقليا و أسرا مشردة و مشتتة و طلاقا و خلافا و شقاقا و دموعا لا تنتهي فبعد الفرحة و الزغاريد جاء الصراخ و اللطم و العويل لعل الآباء يعرفون أن الله حق و أن زواج بناتهم في هذه السن الصغيرة هو وبال عيهم جميعا و مصيبة يعاقبه الله عليها في الدنيا و الآخرة و القانون و لو أن للقانون ثغراته التي ينفذ منها البعض و يتحايل عليه ظنا منه أن هذا التحايل و هذا النصب (شطارة) بالعكس هذا هو الفشل الذريع و الخيبة القوية حسبنا الله و نعم الوكيل في هؤلاء الآباء الذين يقذفون بفلذات أكبادهم في أتون الضياع بجهلهم و فقرهم و بسوء تفكيرهم العقيم و أتمنى من الله أن يهدينا جميعا للخير و الحق .