د. حافظ موسى يكتب : معارك ما بعد الطلاق.. كل الأطراف خاسرون

0
0

معارك ما بعد الطلاق

-معارك الطلاق تغيب فيها أحيانا كل الأسس الإنسانية والأخلاقية.

والأطفال هم الأكثر تضررا من عواقب الطلاق .

بالرغم من أن الطلاق هو نهاية الحياة الزوجية بمشاكلها وخلافاتها فإنه في كثير من الأحيان ومع وجود أطفال يكون بداية لمشوار طويل من العذاب والمعارك المستعرة بين الطرفين قد تصل إلى حد العنف وتتصاعد جولاتها في أروقة المحاكم ويدفع ثمنها الأبناء. وتستمر المعارك لسنوات وسنوات يحرم فيها الأب من رؤية أبنائه أو يرفض الانفاق عليهم ويراوغ ليتهرب من النفقة وأحيانا يرفض الطرفان أو احدهما الحلول السلمية وبالرغم من أن المرأة المتضرر والخاسر الأكبر من الطلاق فإنها كثيرا ما تكون هي الطرف الأكثر عدائية.

تلك الحقيقية لا تنبع من كونها طرفا سيئا لكنه ينبع من طبيعة المجتمع الذى يحمل المرأة أكثر الأعباء . فإذا راجعنا وضع النساء المتزوجات لوجدنا أن اغلبهن يتحملن لسنوات طويلة خوفا من وصمة الطلاق ولقب مطلقة ودائما ما ينتظر منها الصبر والتحمل من أجل أبنائها والتراجع لصالح الرجل .ويحملها المجتمع مسئولية وقوع الطلاق حتى لو لم تكن السبب . فتقع المرأة في صراع نفسى بسبب الضغوط الواقعة عليها والنظرة السلبية لها وهو ما يجعلها تتوحش أحيانا في رد فعلها فتحاول إبعاد أبنائها عن والدهم انتقاما منه.

ومن ناحية أخرى نجد الرجل في مجتمعاتنا هو صاحب السلطة ويحظى بنظرة متميزة فى المجتمع باعتباره الأفضل والأكثر اكتمالا فيحق له ان يتصرف كما يحلو له وعليها الصبر والاحتمال .وعندما تفعل ذلك ولا تجد تقديرا أو مساعدة من الزوج ويقع الطلاق وتجد نفسها في مواجهة المجتمع تعتقد ان وجود الأطفال معها يمنحها ورقة للضغط والانتقام من الزوج لتجد لنفسها تعويضا عما حدث لها وتشفى رغبتها فى الانتقام.

 المرأة ليست المسئولة دائما ففي بعض الحالات يعتبر الرجل أن طلب المرأة للطلاق واصرارها عليه هو بمثابة إهانة له وجرح لكبريائه وخاصة اذا حصلت عليه بحكم من المحكمة فيبدأ الرجل في الانتقام من المرأة وقد يسعى إلى حرمانها من أبنائها والمطالبة بضم الأبناء وقد يذهب لأبعد من ذلك فيبدأ بتشويه سمعتها حتى لا يضطر لإعطائها حقوقها وكذلك حرمانها من نفقة أولادها وهناك أب يحرض ابناءه على والدتهم.

والأطفال هم الأكثر تضررا من عواقب الطلاق

فيدعوهم للإساءة إليها وفى بعض الاحيان تكون الزوجة هى المتسببة فى استمرار النزاعات واستغلال ورقة الابناء وحرمان الاب منهم خاصة إن كان الطلاق وقع على غير رغبتها فقد تمنع أبناءها من الذهاب إلى زيارة أهل الاب وتقوم بزرع الكراهية فى قلوب أبنائها تجاه الاب وأسرته. وللأسف فمن يدفع ثمن هذه العلاقة السيئة بين الابوين هم الابناء وتؤدى إلى معاناتهم من مشاكل نفسية واقتصادية كبيرة بالإضافة إلى تفكيك الاسرة وتقطيع لصلات الارحام كما قد تؤدى لإصابة الزوجين بمتلازمة الإجهاد المزمن بسبب استمرار الخلافات بعد الطلاق.

وبالتأكيد فعلاقة من هذا النوع ليست فى مصلحة أحد فالطلاق الناجح يشترط فيه عدم إيذاء النفس والابناء والتسريح بإحسان مع الحرص كل الحرص على مصلحة الابناء وعدم اقحامهم في مشاكل الكبار.

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك