حضانات المبتسرين

الحضانات الحكومية تعانى من التكدس والخاصة ترفع شعار الدفع أو الطرد

1000 جنيه يوميا متوسط تكلفة بقاء الطفل فى الحضانات الخاصة

كتب – محمد أبو النور :

كل دقيقة تمر تشهد ولادة طفل جديد ، وبداية حياة جديدة ، فالأطفال هم زينة الحياة الدنيا ، وهم نعمة من نعم الله على الإنسان ، التى ينبغى صيانتها والحفاظ عليها .

ما يكاد الرضيع يخرج من ظلمات رحم أمه إلى نور الحياة ويطلق صرخته الأولى حتى تنطلق معها الفرحة فى قلب أبويه وعائلته والأقربين . إلا أن هذه الفرحة أحيانا تعتبر فرحة مؤجلة إذا كان الرضيع يحتاج للنقل إلى حضانة .

حيث يحتاج حوالى 10 % من المواليد الجدد للنقل إلى الحضانة لأسباب طبية متنوعة ، فيما يعرف باسم ” الأطفال المبتسرين ” . وهم الأطفال الذين ولدوا قبل موعد ولادتهم الطبيعى ، أو لديهم مشاكل صحية تقتضى حجزهم بالحضانة .

ويبلغ عدد المواليد الجدد بمحافظة دمياط حوالى 60 ألف مولود سنويا ، يحتاج حوالى 6 آلاف مولود منهم للحجز بالحضانات حتى يكتمل نموهم أو يكتمل شفاؤهم .

بينما يبلغ عدد الحضانات الموجودة بمستشفيات المحافظة 87 حضانة موزعة كالتالى : 15 حضانة فى مستشفى دمياط  العام ، و25 حضانة فى مستشفى دمياط التخصصى ، و9 حضانات فى مستشفى عزبة البرج المركزى  ، و3 حضانات فى مستشفى رأس البر المركزى ، و6 حضانات فى مستشفى كفر البطيخ المركزى  ، و10 حضانات فى مستشفى كفر سعد المركزى  ، و10 حضانات فى مستشفى فارسكور المركزى ، و5 حضانات فى مستشفى الروضة المركزى ، و4 حضانات فى مستشفى السرو المركزى ، و8 حضانات فى مستشفى الزرقا المركزى ، و2 حضانة فى مستشفى ميت أبو غالب المركزى .

كما يوجد حوالى 100 حضانة أخرى بالمستشفيات والمراكز الطبية الخاصة ، بالإضافة إلى حضانات الجمعيات الخيرية .

ولا يكفى عدد الحضانات – حكومية وخاصة – لتغطية احتياجات المحافظة مما يؤدى لارتفاع حالات الوفاة بين الأطفال المبتسرين بسبب تكدس الحضانات الحكومية ، بالإضافة لعجز معظم الأهالى عن تحمل مصاريف الحضانات الخاصة التى تتراوح ما بين 750 و1500 جنيه يوميا .

ويمثل العجز الحاد فى عدد الحضانات بالمحافظة تحديا كبيرا أمام المسئولين ، الذين يطالبهم الأهالى بالعمل على زيادة عدد الحضانات للحفاظ على حياة الأطفال ، وانهاء المعاناة التى يشعر بها الناس فى البحث عن حضانة لوليدهم ، فى ظل التكدس بالمستشفيات الحكومية وتعنت إدارات هذه المستشفيات معهم ، حتى وصل الأمر ببعض المستشفيات الاشتراط على الأم التى تلد داخل المستشفى بتوقيع إقرار بتحملها مسئولية البحث عن حضانة لطفلها إذا اقتضى الأمر دون أى مسئولية على المستشفى فى حالة تدهور حالة الطفل الصحية .

” من الصعب ان ترى طفلك يموت أمامك ولا تستطيع أن تفعل شيئا لإنقاذه بسبب نقص الحضانات او نقص الإمكانيات ” هذا هو حال الآباء والأمهات الذين يواجهون كل يوم هذا الامتحان الصعب مع أطفالهم المبتسرين ، وربما يضطرون لبيع كل ممتلكاتهم لتوفير مصروفات حجز الطفل فى حضانات المستشفيات الخاصة التى ترفع شعار واحد ” الدفع أو الطرد ” !

ورغم أن مشكلة نقص الحضانات تعتبر مشكلة قومية لا تقتصر فقط على محافظة دمياط ، إلا أن هذه المشكلة يمكن تحجيمها إن لم يكن حلها فى النطاق المحلى ، بقليل من الجهود المخلصة للمسئولين بالمحافظة ومديرية الصحة ، وكثير من المساهمات المشرفة لرجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى .

كما يجب على المسئولين بمديرية الصحة بجانب مسئوليتهم عن زيادة عدد الحضانات الاهتمام برفع مستوى أقسام الحضانات بالمستشفيات وتطويرها وصولا لأعلى المستويات . وكذلك تطوير وسائل نقل الأطفال المبتسرين بتوفير عدد كاف من سيارات الإسعاف المجهزة بحضانات مخصصة للعمل بين المستشفيات والمراكز الحكومية والخاصة .

هذه قضية مصيرية ينبغى أن تكون لها أولوية داخل قطاع الصحة ، ولا ينبغى اهمالها بسبب رؤية محدودة لوكيل الوزارة أو ميزانية محدودة للمديرية ، فلا شئ أغلى وأهم من حق الإنسان – خاصة الأطفال – فى الحياة !

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك