” قضية محامى المنصورة بين القانون والسياسة “

نلاحظ أن هناك ثورة وإنفعال عاطفى من نقابات ومحامو مصر تطالب بالتوجه جمعاء إلى المنصورة يوم ٨ يونيو موعد جلسة محاكمة المحامى المتهم بالإعتداء على أحد ضباط الشرطة لمؤازرته والدفاع عنه ..

طبعا العاطفة والإنفعال من المحامين مع زميلهم شعور نبيل ولكن عمليا وعقليا لاجدوى له واقعيا .. طبعا أنا لم أقرأ ملف القضية لكن بنظرة تحليلية هادئة فإن النيابة وقاضى التجديد وقضاة إستئناف الحبس أكيد وجدوا فى الأوراق أدلة ولو كاذبة أو مزورة تبرر حبسه رغم حضور نقابة المنصورة ومحاميها معه وهذا يشير إلى إمكانية الحكم بإدانته ولو بنسبة ضعيفة جدا مع ملاحظة أنه مع الإجراءات الإحترازية لكورونا فلن يسمح بدخول المحكمة إلا عدد قليل جدا من حشود المحامين المتوجهة لمناصرته طبقا لقرار وزير العدل .. إذن ماهو الحل ؟!

.. الحل سياسى قبل الدفاع القانونى وهو أن يتم توصيل صرخات وأنات جموع آلاف الآلاف من المحامين إلى الرئيس السيسى الذى لن يرضى سياسيا بذبح مشاعر المحامين نور عنيه على مقصلة القانون أو كما قال السادات القانون له مخالب ..

إذن كيف يوصل المحامون صوتهم للرئيس السيسى شخصيا بعيدا عن الأجهزة الروتينة ؟ .. على المحامين أن يفكروا بطريقة إدخال الرئيس السيسى أو جهاز حماية حقوق الإنسان فى القضية كوسيلة لإيصال صرخة المحامين إلى الرئيس السيسى الذى يملك وحده دستوريا وقانونيا وقف المحاكمة أو الإعفاء ..

أذكر تشبيها فى هذا المجال أن مدير أوقاف دمياط فى الإحتفال بالمولد النبوى شبه الدكتور البرادعى محافظ دمياط بالرسول فكتب السعيد الشيطى المحرر بجريدة الجمهورية ينتقد هذا التشبيه وأقمت للصحفى دعوى إثبات حالة برفض هذا التشبيه فأقام مدير الأوقاف دعوى ضدى أنا والصحفى وجريدة الجمهورية مطالبا بمبلغ عشرة مليون جنيه تعويض بدعوى الإساءة إليه فوكل الصحفى الأستاذ إبراهيم الحمامى المحامى وحضر عن جريدة الجمهورية محاميها حيث تكلموا عن الخطأ والضرر وعلاقة السببية وغيره من وسائل الدفاع القانونية التى يعلم الله وحده مدى جدواها فى إقناع القضاة .

أما أنا فقد أدخلت البابا شنودة خصما فى الدعوى كأسلوب فنى وإعلامى فى الدعوى ولغرابته نشرته عديد الصحف وأرسل البابا شنودة محاميه وتم رفض الدعوى ..

 بلاشك ان الفن والإعلام بطريقة فنية لهم تأثير فى إيصال مشاعر فئة كبيرة من الشعب إلى القيادة السياسية وبالذات الرئيس السيسى ووزير الداخلية .. هذا رأييى يحتمل الخطأ أو الصواب والإتكال أولا وأخيرا على الله الذى بيده كل الأمور .

جلال عبد الرحمن

المحامى بالنقض

 

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك