ثوب من زجاج.. بقلم طلعت العواد

0
0

كتب

المحرر والناشر الإلكتروني لجريدة صوت الشعب، الصادرة من وعن محافظة دمياط

ثوب من زجاج، كثير من الناس يحاول جاهدا ارتداء ثوب الفضيلة ، دائما يتجمل به ويحاول أن يكون فى أجمل منظر.

كى يكسب ود الجميع يلاطف هذا بأناقة لسانه ، ويهادى ذاك بقطعة حلوى ، ويطلق لحية لزوم التقى والعفاف ، كى بتوشح بمظهر إيمانى يكسب به القلوب من أجل التفنن فى جذب الناس ورواج تجارته.

وإذا تكلم ينصت الجميع له ، ولكن عند التعرض لاختبار شديد تراه يبيع آخرته مقابل دنياه ، ويعمل من أجل خشية الناس ، لا من أجل الخوف من الله الذى خلقه.

هكذا يتعامل بعقل قاصر ، مثال لذلك رجل يكتسى بعلامات الوقار تم الاستشهاد به فى واقعة ما ظنا أنه سيقول كلمة حق لكنه أنكر فى التحقيق قائلا : لا أعرف ليس عندى فكرة بالموضوع .لا دخل لى بأى شىء ولم أشاهد شيئا ، رغم أنه فى اتصال تليفونى مع أخ له قال ما حدث حقيقى تفصيلا وكان الاسبيكر مفتوحا وسمع أكثر من شخص المحادثة ، وعند معاتبته قال: أخاف أن يحدث لى ضررا ويزيلوا سقف بيتى ، أنا أسير بجوار الحائط ليس لى دخل بأحد ، وشهد زورا وبهتانا ، وأضاع حق مظلوم وساهم فى نشر الفساد الأخلاقى وأعطى الفرصة كاملا للمسيىء أن يطلق زمامه يفعل ما يحلو له فى أمن واطمئنان ويتقوى على كل من له حق.

حقا ليس بالمظهر يكون الإنسان، ولكن بالمظهر وپأخلاقه وقيمه و ضميره الحى ، ربما تجد رجلا عاملا فى كنس الشوارع ملطخة ثيابه بالقمامة التى يجمعها ورائحة ثوبه منفره ولكنه أكرم وأطيب عند الله ، لأنه قوله حق ويشهد الحق ولو على نفسه ، لا يقبل أن يأكل من حرام ، عنده عزة نفس وطمأنينة قلب وراحة بال ، يبيت وليس فى صدره شىء لأحد ، وبذلك يعيش عزيز النفس لا يقدر أن يكسر عينه أحد ، رغم فقره فهو أغنى الناس بعزة نفسه وكرامته.

ونعود لمن شهد زورا مرت الأيام و تساوى فى الضرر تماما مع المظلوم الذى شهد ضده وبذلك خسر دنياه وخسر آخرته . 

طلعت مصطفى العواد

دمياط مدينة السرو

ذات صلة: الفهلوى.. بقلم / طلعت العواد

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك