كتب– محمد أبو النور :

علمت ” صوت الشعب ” أن الشركة القابضة للغزل والنسيج تدرس حاليا تأجير مبني مستشفي مصنع الغزل والنسيج بدمياط ، للعمل علي تطويرها وتحسين الخدمة الطبية المقدمة للعاملين بالشركة ، خاصة أن المستشفي بها إمكانيات لتوفير خدمات طبية متكاملة ، من غرف عمليات وعناية وطوارئ .

وكانت الشركة قد قامت مؤخرا بتأجير صالة أفراح جديدة بملعب نادي غزل دمياط ، لتوفير موارد مالية تنقذ الشركة المتعثرة من مسلسل الخسائر السنوية ، والتي تجاوزت 60 مليون جنيه خلال العام المالي المنتهي ، بعد أن كانت بـ 37 مليون جنيه خلال العام المالي السابق .

ويري الخبراء أن أسباب استمرار الخسائر داخل الشركة التي تبلغ حجم العمالة بداخلها حوالي 2500 موظف وعامل سوء إدارتها ، رغم تغييرها أكثر من مرة خلال السنوات الماضية ، وتخلي الدولة عن دعم صناعة الغزل والنسيج التي تعد من الصناعات الإستراتيجية الهامة .

والمثير أن الإدارة السابقة الشركة ، التي تم تغييرها منذ أيام ، قامت بصرف مكافأة ميزانية وأرباح رغم الخسائر الكبيرة التي حققتها الشركة . كما يوجد بالمخازن مخزون كبير راكد بعد أن فقدت الشركة معظم عملائها داخل وخارج البلاد بسبب سوء حالة المنتج وقدم وتهالك الآلات .

وتعد  شركة الغزل والنسيج بدمياط من صروح الصناعة الوطنية العملاقة ، وتأسست سنة 1959 وقام بافتتاحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مايو 1960 . وتعاني الشركة منذ سنوات طويلة من نزيف الخسائر بسبب سوء الإدارة وسياسة الخصخصة وبيع شركات القطاع العام التي أتت علي جزء من الأصول العقارية المملوكة للشركة .

ولعل ما يجري داخل الشركة مخطط مكشوف ومفضوح ، وسبق تنفيذه أكثر من مرة ، وهو تكبيل الشركة بالخسائر والديون لدفعها دفعا إلي طريق الخراب والتصفية ، لضرب عصفورين بحجر واحد : من ناحية لتصفية صروح الصناعة الوطنية واحدا تلو الآخر لفتح الأسواق المحلية علي مصراعيها للمنتج الأجنبي . ومن ناحية أخري لتسهيل استيلاء مافيا الأراضي علي الأصول العقارية المملوكة للشركات الوطنية ، والتي تمتد علي مساحات شاسعة بأهم المناطق وتتجاوز قيمتها مليارات الجنيهات .