طلعت مصطفى العواد

 الناس درجات على باب المخبز، لو أردت أن تعرف قيمتك وقدرك فى عين الناس . جرب مرة الوقوف فى تابور صباحى لشراء المخبز من أى مخبز فى أى مكان .

وترقب جيدا كيف يعاملك صاحب المخبز وكيف يعامل كل من وقف على المخبز معك . وعندئذ ستكتشف قيمتك وقيمة من معك . عندما تقف على مخبز لشراء الخبز. ترى يقينا أن الناس أصناف وطبقات . الطبقة الأولى الممتازة هى طبقة السحلة . يعتقدون أنهم من نوع فريد . لا بد من معاملتهم معاملة فريدة دائما عند شرائهم الخبز تجدهم لا يحترموا الصفظ ويتخطوا كل الواقفين بالساعات فى التابور الصباحى ويعرفون طريقهم جيدا. ومكانهم عند سير مرور الخبز يقفون فى ترقب لكل رغيف فى وسط الأرغفة أكبر حجما وأحسن صنعة. فتجذبه أناملهم الرشيقة وتضعه على قفص خاص بهم كى يبرد داخل المخبز. ويعبأ فى كيس وينصرف الواحد منهم فى زهو مارا على التابور الواقف بالساعات غير مهتم بهم.

أما الطبقة الثانية طبقة الناس الغلابة يكون نصيبهم الخبز على أى وضع غير ملدن . أوصغير الحجم بعد تابور شاق يأخذونه فى صمت وراضين فى ضيق داخلى غير قابل للتعبير .

مع كسرة نفس .
وهناك طبقة ثالثة طبقة أنا مستعجل هذه الطبقة مكانها بجوار الصف تتخطى الواقفين فى التابور وتحصل على خبزها فى أقل وقت حسب علاقتهم بصاحب المخبز أو مصالحهم مع صاحب المخبز أو خوف صاحب المخبز منهم.

هذا روتين يومى تشاهده على باب كل مخبز، يشعرك أن الناس طبقات. لكن ياترى من الأفضل من هذه الطبقات. بالتأكيد تشيرون إلى طبقة أهل السحلة. لكن الحقيقة الخيرية والأفضلية ليست لأهل السحلة أو أهل طبقة أنا مستعجل .

لكن الخيرية والأفضلية عند الله. لمن خشى الله واتقاه وحافظ على شعور الناس والتزم بالصف واحترم نفسه واحترم الآخرين . وليس لفضل عربى على أعجمى إلا بالتقوى والله سبحانه وتعالى لا ينظرإلى صورنا بل إلا قلوبنا .

فاستقيموا يا أهل السحلة وعودوا إلى رشدكم والتزموا بالصف فأنتم اليوم من أهل السحلة. وغدا عندما تتغير الأحوال حتما رغما عن أنفسهم ستذوقون طعم الوقوف فى الصف.

وكما قالوا . كما تدين تدان . وكما تهين تهان.
وتتحسرون على حالكم.
طلعت مصطفى العواد
مدينة السرو دمياط

ذات صلة: فن المستريح فى النصب بشكل مريح.. بقلم /طلعت العواد

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك