المصطبة ..بقلم طلعت العواد

0
0

كبير العائلة مفقود دوره

المصطبة نسمع عنها قديما ، والمصطبة عبارة عن مقعد مستطيل مبنبة بالطوب اللبن ، كانت تعتبر محكمة عرفية لأعتى القضايا ،وكانت كل قضية تحل بإصرار من رجل وقور مخلص يطلق عليه كبير العائلة ، أو كبير القاعدة.

رجل له شخصية وكاريزما تجبر الجميع على احترامه ، وله تقدير فى قلب الجميع ، عندما يسمع لطرفى المشكلة ويصدر حكمه ، يكون واجب التنفيذ وملزم للطرفين ، دون وجود هيئة معينة للتنفيذ أو رجال يحملون السلاح .

وكبير العائلة أصبح مفقودا الآن ، فى أقل مشكلة تجد الطريق لها مفتوحا على مصراعية إلى أقسام الشرطة والمحاكم دون حائل ومانع من رجل حكيم فى العائلة أو الحارة ، ربما مشكلة صغيرة جدا بين طفلين الآن تكون محصلتها قتلى من أحد الأطراف.

وهكذا أصبح الطريق إلى النصب والإجرام والتعدى على الأعراض وأعضاء الجسد مفتوحا وممهدا لعدم وجود الكبير ، كبير العائلة أو الحارة أو البلد ، نعم الكبير هذا يتحمل الكثير من وقته ويتميز بالحكمة والصبر وطول النفس والشخصية المحبوبة الحازمة التى تمتلك دستورا عادلا يقره العرف والتقاليد متوافقا مع الدين .

واليوم قلما تجد كبير فى كل عائلة يتم الرجوع إليه وقادر على رد الحقوق لأصحابها والفصل ببن المنازعات ، حتى لو وجدت كبيرا فى عائلة ما وله شهرة كبيرة فى مصر كلها ، عندما تلجأ إليه فى حل مشكلة ، تجده يتهرب منك ويضع العراقيل أمامك التى تعوق الوصول إليه من أعضاء مكتبه .

وتجد همه فقط مصلحته الخاصة فى جمع مال وجاه وغير ذلك ، وقديما ربما تجد رجلا فقيرا لكنه كان كبيرا فى عائلته بل فى المدينة كلها وله كلمة يتم احترامها ويلتزم بها الجميع لأنه كان يتميز بالحكمة والصبر والتصميم والإخلاص على حل أى مشكلة ، إذا ليس بكثرة المال أو الجاه تكون كبير عائلتك .

وعدم وجود الكبير يكون الضرر واقعا على العائلة بأكملها ، عندما يتعرض قريب لك جدا للحبس بسبب النصب والاستيلاء على حقوق الناس ، سينال هذا من سمعة الكبير الذى لم يقم بدوره ، ستتحدث الناس بالسوء عنه، ويقولون قريب فلان محبوس أخوه أو ابن عمه أو من عائلته أو خال بناته وأولاده فى الحبس ولم يقدر على مشكلته.

فكيف يقدر على حل مشاكل الناس ، ما أحوجنا يا سادة للعودة إلى كبير العائلة كى ينعم الجميع بالهدوء والأمن الاجتماعي والسلام والمحبة .
طلعت مصطفى العواد
مدينة السرو دمياط

ذات صلة: ثوب من زجاج.. بقلم طلعت العواد

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك