المدير الديكتاتور..بقلم/ وســــــــــــام وهـــــدان

0
0

هل قابلت قبل ذلك المدير الديكتاتور ؟

المدير الديكتاتور هو المدير الذي لا يسمح بوجود معارضة أو وجهات نظر اخرى وينفذ ما يراه صحيح من وجه نظره فقط.

لا شك أن القاعدة في النجاح هي أن كل عمل ناجح وراءه مدير ناجح وكل مدير ناجح وراءه طاقم ناجح .

فهى مسألة يسند فيها النجاح لتكاتف الجهود والعمل الجماعى وليس العمل الفردى  لتكون النتيجة النهائية إبداع إداري .

المديرالديكتاتور كالتدخين السلبي يؤذي صحته وموظفيه

أكدت مجلة سانتي بلوس الفرنسية -في تقرير للكاتبة سارة آم- أن الضغط النفسي الناتج عن معاملة المدير الديكتاتور السيئة وغيره من أنماط المديرين السيئين يمكن أن تؤدي إلى إصابة الموظفين باكتئاب حاد.

وأشارت دراسة لمكتب “ستيميلوس” الفرنسي -المختص بالصحة والسلامة في مكان العمل- إلى أن المتطلبات المتعلقة بالعمل تعد الأسباب الرئيسية وراء توليد الضغط النفسي، يليها ضيق الوقت والحاجة إلى التكيف، كما أكدت تلك الدراسة أن النساء يعتبرن أكثر عرضة للضغط النفسي مقارنة الرجال.

ويبقى  النجاح في أى مؤسسة  مرهون بإدارتها ويقرن لقب المدير بكل عمل ليضفي عليه سمة النجاح أو الفشل ، وفي أدبيات الإدارة إن صح التعبير ، نجد أن العلاقة بين المدير والموظفين اكتسبت عبر الزمن أدباً خاصاً يحتوي على قدر كبير من الإحترام والثقة  .. لدرجة أصبح فيها شخص المدير محوراً أساسياً لتلافى أى سلبيات  ..!

وفي التحقيق المثالى نستطلع  معاً مقومات النجاح والفشل في الإدارة عبر حديثناً عن السيد المدير الديكتاتور  “السوبر مان” 

فالمدير غالباً هو الشخص الأكثر خبرة في العمل، هو أيضاً صاحب أعلى راتب ، له أفضل المميزات التي لا يستطيع الموظف العادي الحصول عليها .

وذلك مقابل إشرافه على سير العمل داخل مؤسسته وتطويره ، وليس التقليل من شأن مرؤوسيه ،  وليس التفاخر بهذا الموقع المميز البرّاق .

والمدراء أشكال وأنواع مختلفة فمنهم المتسلط ، المراوغ ، والمُحبِط ، لذلك أصبحت تصرفاتهم مادة خصبة لتعليقات الموظفين ، ويطلق على أمثالهم ( على بابا ) وهو مصطلح ” إرادي ” يقصد به الحرامي أي أنهم يشكون في ذمته .

لكن بالطبع هنالك مدراء مريحون يعملون على توفير جو عمل مريح لمرؤوسيهم لإيمانهم بأنك إذا عملت على راحة الموظف فإنه سوف ينتج ويعطي أفضل ما عنده وسوف يكون ولاءه لعمله داخل المؤسسة ،وليس ولاءه للمدير.

 وهناك مدراء طيبون لا تسعدهم تعاسة موظفيهم فيعملون على حل مشاكل الموظفين وعلى راحتهم ، وهنالك أيضاً مدراء على العكس تماما عكس يسببون  المشاكل ولا يحلونها ، فصاروا كابوسا مزعجا لمرؤوسيهم .

الجمل بما حمل :

 ( الله يحفظنا ) من المدراء (العقدة ) يتعاملون مع  مرؤوسيهم كأنهم أدوات من أدوات المكتب  ، وهم يعتقدون أن كل الموظفين على وجه الأرض مراوغون مخادعون لا يعملون بضمير لذلك يجد متعة منقطعة النظير في تهميش الموظف ، وشعاره دائماً أشغل الموظف واضغط على أعصابه  حتى يقع مغشياً عليه.

 فكل الذين يعملون معه لفترة يتركون له الجمل بما حمل .

والغريب جداً أنه لا يفقه شيئا في العمل وإن فهم فهو فهو متسلط ، يفرح الموظفون لمرضه ويوم غيابه هو يوم عيد تنفرج فيه الأسارير وتهل البشائر على المؤسسة التي يرأسها ، لذلك لا يعمل تحت إدارته إلا ذو حاجة أغلقت في وجهه كل الأبواب ، فلم يجد غيره يعمل تحت إدارته .

ولكي تنجح في عملك فعليك ، معرفة نفسية المديرين وكيفية التعامل مع كل نوعية منهم:

المحبط :

هو شخص متسلط لا يثق في كفاءة مرؤوسيه ولا يتخيل أن هناك أي إمكانية لتطورهم فهم ضّيقو الأفق في نظره ، متمارضون ، كسالى ، كثيرو الغياب لأسباب غير مقنعة دائماً في نظره.

.هذا النوع من المديرين ليس لديه أي رغبة في التعرف على موظفيه فهو لديه فكرة مسبقة عنهم ، لا يهمه سوى نفسيته المريضة بداء السلطة دون مراعاة لظروف مرؤوسيه ويعامل الموظف على أنه آلة وليس بشر ، ويشغله بمهام ليست لها علاقة بالعمل ، عادة ما يكتب تقارير ظالمة عنه ، وجوده يشيع جواً من السخط وعدم الرضا والأمان والاستقرار في محيط العمل ويثير التذمر بين المرؤوسين.

 وهو أسوأ أنواع المديرين فلا تسمع منه كلمة شكر أو تشجيع ، ولا تجد منه مساعدة أو مكافأة ، لا تنفع معه أي محاولة لكسب وده ، وإن كان هذا النوع هو السائد  فعلى الموظفين السلام .

الموضوعي :

هو أفضل أنواع المديرين وهو نوع منقرض أو نادر ـ بأحسن الفروض ـ في العالم العربي ، لأنه يؤمن بالديمقراطية في العمل أو الإدارة ، ويتصف بالمرونة والموضوعية ويحب الموظف المجتهد والمبتكر ، ويرغب في التجديد الدائم في أساليب العمل لمصلحة المؤسسة ، ملم بأساليب وأهداف العمل واحتياجات الموظف ، يعمل على حل مشاكل الموظف التي تعوق العمل ، ويحاول إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل مؤسسته بأقل جهد وتكلفة .

المدير الناجح :

يعتمد نجاح المدير على قدراته على اتخاذ القرار الصحيح في وقت الأزمات والشدة وبذلك يشعر العاملون بالأمان في ظل إدارته .

 ويقاس نجاح المدير بتحقيقه أهداف أكبر من المتوقع خلال فترة زمنية قصيرة ، ولا بد من توفر بعض الصفات في شخصية المدير ليكون ناجحاً مثل الإصرار والصبر والقدرة على تحمل الضغوط والتعامل مع الضغوط والاتزان والقدرة على إدارة الصراع .

وقد يكون المدير أقل كفاءة مهنية من بعض المرءوسين ولكن نجاحه يعتمد على استيعابه لذلك ، ومحاولة الاستفادة من تلك الخبرات وأخذ آرائهم بطريقة تدفع العمل إلى الأمام ولا تعوق التطور وتوجيه هذه الخبرات لصالح العمل وليس للتنافس معهم على مركز القيادة .

كذلك فإن اختيار المدير عمل هام جداً وكل إدارة عليها التدقيق في الاختيار للوصول إلى أفضل العناصر وأن تتأكد أن هذا الاختيار سيلقى القبول أو على أدنى تقدير درجة من القبول لدى المرؤوسين .

 ثم يبدأ دور المدير بعد ذلك بإقناع المرؤوسين بقدراته وكفاءته بإدارة العمل .

المدير الفاشل :

إن من أخطر عوامل الفشل عدم قدرة المدير على إقناع مرؤوسيه بقدراته وإحساس المرؤوس بأنه أكثر خبرة و كفاءة من مديره بحيث تتكون لدى المرؤوس القناعة بأن قرارات المدير غير ناجحة فينخفض الدافع للنجاح ويقل الإنتاج خاصة إذا كان المدير يحاول رسم صورة زائفة لذاته ( الثقة الزائدة عن الحد ).

مع عدم وجوده ما يبرر هذه الثقة كعدم إلمامه بأصول العمل وقوانين الإدارة التي يقودها مما يؤدي إلى تفاقم الصراعات بين أعضاء فريق العمل ، وعلينا أيضاً أن نضع في اعتبارنا شخصية المدير فمثلاً وجود سمات اندفاعية أو عاطفية أوتصفيه حسابات ، عادة ما تعوق سير العمل وتقلل من درجة نجاحه فلن يتمتع بنجاح إداري مهما كانت قدراته الفنية أو المهنية .

إذا فالمدير يشبه قائد الأوركسترا فهو لن يستطيع أن ينجح دون مشاركة أعضاء الفرقة ( العازفين ) مشاركة إيجابية فعالة وعليه أن يوظف كل عضو في مكانه المناسب تماماً وبالتعاون والمشاركة والتناغم تنجح سيمفونية العمل .

المدير الديكتاتور: هو المدير الذي لا يسمح بوجود معارضة أو وجهات نظر أخرى وينفذ ما يراه صحيح من وجه نظره فقط.. فهو المدير وهو رئيس الأقسام وهو ……؟

هل قابلت قبل ذلك المدير الديكتاتور ؟

المقال القادم.. المدير الخارق للعادة (السوبر مان )

 

 

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك