الدعاء المستجاب

الدعاء المستجاب

إن الدعاءهوالابتهال إلى الله بالسؤال والرغبة فيما عنده من الخير والتضرع إليه في تحقيق المطلوب، والنجاة من المرهوب.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: هو طلب ما ينفع الداعي وطالب كشف ما يضره أو دفعه.

 

الطريق إلى الدعاء المستجاب

أولاً :

وأنت تلتمس إجابة الدعاء، فلتدع دعاء واثق بما عند الله تعالى، محسن الظن بمولاك تبارك وتعالى.

قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه.

ثانيًا:

إذا دعوت فلتتق الله تعالى في دعائك، فلا تدع بإثم أو قطيعة رحم .. لقول النبي  صلى الله عليه وسلم: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.

ثالثًا:

على الداعي أيضًا أن يعلم أن من أسباب إجابة الدعاء أن يكون الداعي ممن يحرصون على (اللقمة الحلال)

فلا يُدخل بطنه حرامًا وإذا اتصف العبد بذلك لمس أثر الإجابة في دعائه ووجد آثارًا طيبة لذلك.

ولا يقولن أحدكم: دعوت ولم أر إجابة للدعاء! وهو قد ملأ جيبه وبطنه من الحرام! 

 

وصية نبوية :

قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين.

فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}

 وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} .

 ثم ذكر الرجل يطيل السفر؛ أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟

ولنا في السلف الصالح رضي الله عنهم قدوة صالحة.

فهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه اشتهر بإجابة الدعاء؛ فكان إذا دعا ارتفع دعاؤه، واخترق الحُجُب؛ فلا يرجع إلا بتحقيق المطلوب! فكان رضي الله عنه مثالًا حيا لمن أراد أن يعرف طريق إجابة الدعاء.

وقد سأله بعضهم: تُستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟ فقال ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها؟ ومن أين خرجت؟

 

رابعًا:

وأن تلتمس إجابة الدعاء احذر أن تكون من المتعجلين لإجابة الدعاء؛ فإن الكثيرين يستعجلون إجابة الدعاء كأنه لزامًا

على الله تعالى أن يجيب دعاءهم! وقد نسي هؤلاء أن الله تعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}

فاحذر الاستعجال لإجابة الدعاء، ولتعلم أن الدعاء عبادة؛ فإنك إن أكثرت من الدعاء فأنت على خير عظيم؛ سواء رأيت أثرًا للإجابة أو لم تر .

قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي.

 

خامسًا:

ولا يغيب عنك أيضًا أن من أسباب إجابة الدعاء: الإكثار من النوافل بعد أداء الفرائض .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال:  من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأُعيذنه .

فلتكثر من النوافل فإنها ترفع مقامك في الدنيا والآخرة .. أما في الدنيا: فبالفوز بمحبة الله تعالى؛ وهي غاية الغايات؛ وإذا فزت بذلك أعانك الله تعالى على طاعته، ومرضاته؛ فلا تسمع إلا ما يرضي الله، ولا تبصر إلا ما يُرضي الله، ولا تنال بيدك إلا ما يُرضي الله،

ولا تمشي برجلك إلا في مرضاته تبارك وتعالى.

 

سادسًا:

ومن الأمور التي تعينك في درب الدعاء المستجاب: أن تدعو الله تعالى باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب.

سمع النبي صلى الله عليه وسلم  رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.

 فقال:

والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.

وسمع أيضًا مرة رجلاً يدعو: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان البديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم فقال النبي  صلى الله عليه وسلم  لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.

 

سابعًا:

ومن الأمور التي تعين على إجابة الدعاء أيضًا: الإكثار من الدعاء في الرخاء .

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء.

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك