الزئبق الأحمر .. الواقع والخيال

بقلم : تامر العراقى

ان الزئبق أكبر أكذوبة عرفها الشعب المصرى، بل والعالم أجمع، وتدور حولة الاساطير ، والأكاذيب ، فالبعض يقول انه علاج للجن ، لكى يطيل أعمارهم ، والبعض الاخر يقول إنه مادة ذرية (يورانيوم ) ، أو أنها توفر طريقة أسهل لصنع القنابل الاندماجية ، وذلك عبر تفجير مادة الزئبق الأحمر ، موفرةً بذلك ضغطاً شديداً يؤدي لبدء التفاعل النووي الاندماجي ، دون الحاجة لوقود انشطاري يتم تفجيره نووياً،  كما أشارت مزاعم أخرى ،إلى أن الزئبق الأحمر يمثل مفتاح نظم توجيه الصواريخ البالستية السوفييتية، أو حتى مزاعم بكونه البديل الروسي لتقنية الطلاء المضاد للرادار في طائرات الشبح.

كما زعمت صحيفة برافدا الروسية عام 1993 وعام 2009 ، انتشر في السعودية ، إشاعة حول احتواء كمائن الخياطة سنجر على الزئبق الأحمر ، وهو ما أدى إلى تدافع البعض لشراء كمائن الخياطة ، من هذا النوع بأسعار هائلة وقد تراوحت مبررات الشراء بين مزاعم استخدام الزئبق الأحمر في إنتاج الطاقة النووية، وحتى استحضار الجن واستخلاص الذهب ، واكتشاف مواقع الكنوز المدفونة ، وقد صرحت شرطة الرياض موضحة : إطلاق تلك الإشاعات إلى عصابات نصب ، والبعض الأخر يعتقد قدرته على الشفاء ، وأقاويل اخرى كثيرة تدور حول هذا العنصر الذى لم نعثر له على آثر الى الأن ، وكما يقول الأثرى محمود مندراوى مفتش الأثار بالمنيا ، إنه يعمل فى الآثار منذ اكثر من 25 عام ،وقد عمل فى حفاير كثيرة ، وفتح مقابر أول مرة تفتح ولم يعثر واحد منا على هذا الزئبق مطلقا ، وكنت كنت قد سألت أحد أساتذتى فى الجامعة عن سر هذا العنصر فقال لى بالحرف الواحد، ( أنا شغال دكتور للآثار من 30 سنة وعملت مع بعثات أجنبية كثيرة ، وما شوفتش ولا سمعت عن الزئبق حاجة) ، وقد دارت الاقاويل ايضا عن مكان وجوده فى الجثة ، فقالوا تحت الإبط فى الملكات وفى الخصية للملوك وقيل إنه كان قاصر على الملوك والملكات فقط دون غيرهم من الامراء وأكابر القوم ، وتحدثوا عن صفاته وأشكاله فقالوا الزئبق الاحمر ،والابيض وغيرة من الآلون ، وكل هذا كذب وافتراء فلم يعثر على هذه المادة فى جثث الملوك التى تملئ المتحف المصرى ، ومنها جثث كانت أول مرة تفتح منذ دفنها من آلاف السنين ، مثل توت عنخ آمون وغيرة، فلو كان هناك بالفعل زئبق كان من الأولى أن نجدة فى هذه الجثث فكل ما قيل عن الزئبق أكاذيب باطلة ، واليكم الحقيقة أما حقيقة الزئبق الروحانى : فمن المعروف أن المصرى القديم كان أثناء عملية التحنيط يستخرج كل ما هو سائل فى الجثة حتى تبقى الجثة جافة لا تتعرض الى العفن بسبب سائل ومن المعروف أيضا ،أن الملوك كان يعتبرون آلة عند الفراعنة وكل شئ فيهم مقدس لأنه آلة فقد يكون هذا السائل هو دم المتوفى الذى كان يستخرجه الكهنة من المومياء ، أثناء عملية التحنيط ، ولأن كل شئ فى مومياء الملك مقدسة فكان الكهنة القائمين بعملية التحنيط يضعونه فى أنابيب فخارية توضع مع الجثة فى التابوت ، وقد توضع فى الجثة نفسها ، وهذا رأى كثير من علماء الأثار ، وهناك رأى آخر قال انها مواد كيميائية خاصة كانت توضع مع الجثث بعد التحنيط ، تساعد على بقاء الجثة جافة وتقتل الفطريات والميكروبات والحشرات التى تهاجم الجثة بعد الموت ، هذا إن وجدت هذه المادة فى المؤمياء أما عن الحقيقة العلمية،  فقد صرح أحد علماء الكيمياء الذرية الانكليز (فرانك بورنابي) ، بأن الزئبق الاحمر هو عبارة عن مادة مشعة تستخدم في صناعة القنابل النووية.، ويتم تحضيره من تفاعل عنصري الزئبق والأنتيمون وفق طريقة معينة فينتج سائل لونه أحمر صيغته الكيميائية (Hg2Sb2O7) واسمه العلمي (Mercuric Pyro-Antimonate) بيروأنتيمونات الزئبق، واسمه المنتشر والشائع بين الناس عامة الزئبق الأحمر. وهذه التسمية (الزئبق الاحمر) الشائعة ، لهذا المحلول هي ما جعلت الكثير من الناس يعتقدون ويظنون خطأ بأنه يشبه الزئبق المعدني الفضي اللون ، ولكن بلون مختلف وهو اللون الاحمر، ورأى آخر يقول أن أسطورة الزئبق الأحمر قد قامت الاتحاد السوفيتي بترويجها عبر الدول التي تحاول إنتاج سلاح نووي في وقتها كالعراق.