التحليل المنطقي يقول لا حرباُ أمريكية لا على الصين ولا إيران

0
89

لا حرباُ أمريكية لا على الصين ولا إيران

كتب خالد مراد

بعص المحللين السياسيين لا زالوا يتعاملون مع التهديدات الأمريكية للصين وإيران على أنها مؤشر بأن العالم والمنطقة سيكونان على موعد قريب مع حروب جديدة متجاهلين حقيقة مهمة وهي أن مقدرة الامبريالية الأمريكية على شن الحروب لفرض إرادتها على العالم باتت مكبلة بموازين قوى تمنع ذلك.

طبعاُ أنا لا اقول بأن الإمبريالية الإميربكية باتت بلا مخالب أو انها سوف تسقط غداً ولا أقول بأن موعد السقوط بعيد كما يعتقد بعض الإقتصادويين الذين يقدمون الإعتبارات الإقتصادية على ما عداها لدى تحليلهم لأسباب صعود وهبوط القوى العظمى.

فصحيح أن أمريكا لا زالت تملك قوة الدولار التي تستطيع إستخدامها كوسيلة للسيطرة ولنهب والإبتزاز كما تملك القوة العسكرية الكبيرة التي توظفها القيام بعمليات تخريب وتنظيم إنقلابات فاشلة كما حصل في فنزويلا ولكن هذا هو أقصى ما تستطيع عمله لاأنها باتت كما قال عنها الزعيم الصيني الراحل مؤسس الصين الحديثة ماو تسي تونغ ذات يوم انها

” نمراً من ورق وآيلة للسقوط”

فهذه الدولة التي سلمت قيادها لشخص مثل ترامب موعد سقوطها وتفككها لن يكون بعيداً لأن ظلمها وجشعها وتوحشها وإنحطاطها الاخلاقي لم يعد يحتمل من ناحية ولأنه لم يعد بمقدورها من ناحية ثانية إستخدام قوتها العسكرية لفرض إرادتها على شعوب العالم.

بمعنى آخر فإن واشنطن تريد ضرب نهضة الصين ومنع تحولها إلى الإقتصاد رقم واحد في العالم وهو الموقع الذي تحتله حالياً الولابات المتحدة الامريكية وتريد ضرب واسقاط نظام الثورة الاسلامية في ايران وتريد وتريد ….

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل تستطيع؟!.

في إعتقادي أن تهديدات ترامب للصين ورغم خطورتها إلا أنها ليست للتنفيذ بل لتحقيق اهداف سياسية وإقتصادية

من خلال ما يسمى بسياسة حافة الهاوية الامربكية المعروفة اي من دون المغامرة بالإنزلاق الى حرب عسكرية لأنه يعرف بأن الصين ليست لعبة.

فالصين قوة عسكرية هائلة وهي دولة نووية بإمتياز يمكنها من خلال ما تملكه من أسلحة نووية فتاكة ليس إيذاء الولايات المتحدة الامريكية فحسب بل تهديد وجودها وربما إزالتها عن خارطة العالم وبالتالي فإن واشنطن لا تستطيع المغامرة بالدخول في حرب معها .

وبالمنطق فإن من هو مردوع من قبل كوريا الشمالية التي تملك ترسانة نووية لا تذكر مقارنة مع الترسانة التي تملكها الصين هو بالضرورة مردوع من قبل الصين ولا يستطيع الذهاب الى حرب معها.

وهذا ينطبق أيضا على إحتمالات الحرب في المنطقة ببن إيران ومحور المقاومة من جهة وكل من أمربكا وإسرائيل من جهة أخرى فهناك حالة من توازن الرعب تمنع الحرب ولو أن هذا الخيار كان وارداً لذهب إليه ترامب بعد حادثة اسقاط ايران لطائرة “جلوبال هوك”الامريكية المتطورة أو رداًعلى ضربة عين الاسد الصاروخية الايرانية.

ولو أن الصين وإيران وحلفائها ضعفاء لسحقتهم أمربكا منذ فترة طويلة،والاهم من كل ذلك أن قرار الحرب والسلام في نهاية المطاف في الولايات المتحدة ليس بيد ترامب بل بيد الدولة العميقة وهذه الدولة يهمها بقاء الهيمنة الأمريكية على العالم ولكنها لو شعرت للحظة واحدة بأن سياسات ترامب المتهورة باتت تشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية فستقوم بعزله او إزاحته من المشهد بأي طربقة من الطرق.

إن توازن الرعب وتحديداً النووي هو الذي منع ويمنع نشوب حرب عالمية ثالثة منذ 65 عاماً أي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وحتى يومنا هذا لأن مثل هذه الحرب في حال نشوبها لن بنجوا منها أحد وستؤدي إلى هلاك الجميع.

ومع ذلك فإن سياسات ترامب الطائشة والمغامرة تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين كما أن سياسات اسرائيل المدعومة أمريكياً تشكل خطرا على الامن الإقليمي وقد يؤدي اأي خطأ في الحسابات الى حدوث ما لا يحمد عقباه.

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك