التحدي الحقيقي .. بقلم د/نادية المرشدى

0
0

كتب

المحرر والناشر الإلكتروني لجريدة صوت الشعب، الصادرة من وعن محافظة دمياط

التحدي الحقيقي أمام الصناعه المصرية
إنها تلك المؤامره المتعددة الأطراف لنقف في خندق ثقافة التجميع وأخطر أطراف المؤامره هو نحن.

نعم نحن لأننا ارتضينا لأنفسنا أن نقتات على فتات ما يصنعه الآخرون وتبنينا فلسفات إدارية متخلفه غير قادرة على توظيف قدراتهم الإبداعية وطمع أصحاب التوكيلات التجارية. 

لقد فشلنا في اختيار منتج صناعي معين والتفوق في إنتاجه كما فعلت الهند أول أو ثاني دولة في إنتاج البرمجيات في العالم محققه دخلا سنويا يقترب من العشرين بليون دولار وكما فعلت ماليزيا بعد أن إنتقلت إليها الصناعات الإلكترونية.

وكما فعلت الصين التي حولت القوه البشرية إلى إنتاج صناعي يغزو كل شبر في العالم ويقلب موازين المدفوعات مع الدول الكبرى لصالحها لقد بدأت مصر  في تجميع السيارات الفيات الإيطالية في بداية الستينات ووضع عليها إسم نصر لم يكن أحد حينها يشعر بوجود بلد إسمه كوريا الجنوبيه التي كانت قد خرجت من حرب مدمره بين الشمال والجنوب أين كوريا الآن من صناعة السيارات وليس تجميع السيارات. 

إننا حقيقة لم نتوقف عند نقطة البداية ولكن تراجعنا خطوات للوراء لقد وعدنا في البدايه بزياده تدريجيه ومنتظمه في المكون المصري في السياره المجمعه تصل بها بعد عدة سنوات إلى صناعه وطنية بل تكاد نسبة المكون المصري اليوم معدومه.

وعندما إستبشر الجميع خيرا بدخول القطاع الخاص سوق إنتاج السيارات في مصر لكي يكون هناك تنافس يكسر الاحتكار الطويل  الذي مارسه القطاع العام بكل ترهله الإداري سرعان ما إتضح أن الجميع يتنافسون من أجل تحقيق أكبر ربح ممكن ناهيك عن أكبر عمليات نهب لثروة الشعب بدلا من إقامة صناعات وطنية. 

إن كل ماسبق ذكره ليس من باب النقد أو التجريح لأشخاص أو أسماء بعينها سواء وزراء أو رؤساء سابقين لأنها طريقة حياتنا التي تجمدت فيها قوالب التفكير وأساليب الإداره وتجذرت فيها أنماط الفساد المختلفه لما يزيد عن خمسين عاما.

ولا أبالغ إذا أجزمت أن الدوائر التي يحدد العمل فيها مستقبل مصر في التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والزراعة والصناعه في ظل ثقافة التجميع التي أضحت أسلوب حياه للمصريين لأكثر من خمسين عاما أفشلت أحد الأهداف السته لثورة يوليو وهو إقامة صناعة وطنية. 

ذات صلة.: الشركات الأجنبية العاملة في مصر ..بقلم د/ نادية المرشدى

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك