من الظواهر السلبية التى يعانى منها مجتمعنا العشوائية والفوضى وعدم تقدير قيمة الوقت ، رغم أن الوقت يعد الثروة الحقيقية التى يمتلكها الإنسان ، فكلما زاد عمره قلت ثروته من الوقت .
وتنعكس هذه الظواهر فى صور ونماذج كثيرة تملأ مجتمعنا : الموظف الذى يذهب إلى عمله بعد مواعيد الحضور ، أو يترك عمله قبل مواعيد الإنصراف . المعلم الذى يتأخر عن موعد حصته ، ويهدر على الطلاب جزءا منها . الطالب الذى يتراخى فى المذاكرة والتحصيل طوال العام الدراسى ، ليكدس المقررات على نفسه خلال أيام الامتحانات .. وكلها نماذج وصور تعبر عن حالة عامة من ” عدم الإنضباط ” .
والواقع أن عدم الإنضباط آفة حقيقية يعانى منها مجتمعنا ، تهدر طاقاته وإمكانياته ، وتعطل تقدمه وإزدهاره . وذلك لأن ” الإنضباط ” هو سمة المجتمعات المتطورة ، التى تحترم قيمة الوقت والعمل .
وأبرز نموذجين لهذه المجتمعات ألمانيا واليابان .
فلولا الإنضباط لما استطاعت ألمانيا واليابان تحقيق نهضتهما الصناعية وإنطلاقتهما الإقتصادية الكبرى بعد سنوات قليلة جدا من الدمار الذى لحق بالبلدين خلال الحرب العالمية الثانية .
إن الإنضباط هو الوجه الآخر للنظام . وكما أن أساس أى عمل ناجح هو النظام ، فإن الإنضباط هو معيار نجاح أى عمل .
ولا بديل أمامنا إذا قررنا النهوض والوصول بمصر للمكانة التى تستحقها بين الأمم سوى الإنضباط .
وليبدأ كل منا بنفسه ، ويحرص على الإنضباط ، لأن تغيير المجتمع يبدأ بتغيير الفرد . غير نفسك يتغير بك العالم ، ويتغير لك العالم .
( * ) مديرة مدرسة اللوزى الثانوية بنات بدمياط