الإنضباط – بقلم : مها الخولى

0
312

كتب

المحرر والناشر الإلكتروني لجريدة صوت الشعب، الصادرة من وعن محافظة دمياط

من الظواهر السلبية التى يعانى منها مجتمعنا العشوائية والفوضى وعدم تقدير قيمة الوقت ، رغم أن الوقت يعد الثروة الحقيقية التى يمتلكها الإنسان ، فكلما زاد عمره قلت ثروته من الوقت .

مها الخولى ( * )

وتنعكس هذه الظواهر فى صور ونماذج كثيرة تملأ مجتمعنا : الموظف الذى يذهب إلى عمله بعد مواعيد الحضور ، أو يترك عمله قبل مواعيد الإنصراف . المعلم الذى يتأخر عن موعد حصته ، ويهدر على الطلاب جزءا منها . الطالب الذى يتراخى فى المذاكرة والتحصيل طوال العام الدراسى ، ليكدس المقررات على نفسه خلال أيام الامتحانات .. وكلها نماذج وصور تعبر عن حالة عامة من ” عدم الإنضباط ” .

والواقع أن عدم الإنضباط آفة حقيقية يعانى منها مجتمعنا ، تهدر طاقاته وإمكانياته ، وتعطل تقدمه وإزدهاره . وذلك لأن ” الإنضباط ” هو سمة المجتمعات المتطورة ، التى تحترم قيمة الوقت والعمل .

وأبرز نموذجين لهذه المجتمعات ألمانيا واليابان .

فلولا الإنضباط لما استطاعت ألمانيا واليابان تحقيق نهضتهما الصناعية وإنطلاقتهما الإقتصادية الكبرى بعد سنوات قليلة جدا من الدمار الذى لحق بالبلدين خلال الحرب العالمية الثانية .

إن الإنضباط هو الوجه الآخر للنظام . وكما أن أساس أى عمل ناجح هو النظام ، فإن الإنضباط هو معيار نجاح أى عمل .

ولا بديل أمامنا إذا قررنا النهوض والوصول بمصر للمكانة التى تستحقها بين الأمم سوى الإنضباط .

وليبدأ كل منا بنفسه ، ويحرص على الإنضباط ، لأن تغيير المجتمع يبدأ بتغيير الفرد . غير نفسك يتغير بك العالم ، ويتغير لك العالم .

( * ) مديرة مدرسة اللوزى الثانوية بنات بدمياط

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك