جاءت حادثة الإسراء والمعراج للنبي صل الله عليه وسلم في دعوته، إكراماً له بعد جفاء المشركين، له .
الإسراء … يقال أسرى من السّرى، وهو السير ليلاً، والمقصود بقوله تعالى (أَسرى بِعَبدِهِ)، أي جعل البراق يسري به، ويقصد بالإسراء الرحلة التي أكرم الله تعالى نبيّه محمد صل الله عليه وسلم بها من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس.
المعراج … هو ما أعقب رحلة الإسراء من العروج بالرسول عليه افضل الصلاة السلام إلى السماوات العلا، حتى الوصول إلى مستوى تنقطع عنده الخلائق. وقد ورد ذكر الحادثة في القرآن الكريم، قال تعالى (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى).
وأما ذكر المعراج فقد ورد في سورة النجم، قال تعالى (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)زمن وقوع الإسراء والمعراج بعد أن رجع النبي صل الله عليه وسلم مغموماً حزيناً من الطائف وما حصل له من الايذاء حتى سال الدم منه.
وفي ظلّ هذه الظروف، لم يكن ينتظر بدلاً ولا مكافأة، لكن الله تعالى أعطاه هذه الرحلة السماوية تثبيتاً وتكريماً له،وفي هذه الرحلة العظيمة فُرضت الصلوات خمسين، ثمّ خفّفها الله سبحانه وتعالى إلى خمس، ثمّ هبط عليه السلام إلى بيت المقدس ومعه الأنبياء، فصلّى بهم جميعاً.
ومن المشاهد التي رآها رسول الله في السماء الدنيا حال أكلة أموال اليتامى ظلماً، وحال المغتابين، وحال الزناة، وحال أكلة الربا.
أهداف الإسراء والمعراج لقد كرّم الله عز وجل رسوله صل الله عليه وسلم بهذه المعجزة العظيمة، وكانت وسيلة لتثبيت قلب النبي عليه الصلاة والسلام بعد ما لقيه من البلاء.
ولهذه الرحلة دروس وأهداف عظيمة أهمها امتلاء قلب النبي صل الله عليه وسلم باليقين والراحة والثقة بالله سبحانه وتعالى، وذلك بعدما رأى مظاهر قدرة الله عز وجل العظيمة وآثار رحمته سبحانه .
رؤية النبي لشيءٍ من الغيب الذي بلّغه للناس، حيث رأى الجنة والنار، ورأى النعيم والعذاب فيهما.. رحلة الإسراء والمعراج تثبيتٌ لمن آمن بالله، واختبار وتمحيص لمن كان إيمانه ضعيف، وبالتالي يدرك النبي صل الله عليه وسلم المتردّد في إيمانه.
وكل عام وأنتم بألف خير وصحة وسعادة
