المؤيدون رحبوا بالنقل والمعارضون رفضوا والعلماء لاغضاضة

وقرار البرادعى بتخصيص 30 فدان فى دمياط الجديدة تحت التراب

تحقيق :محيى الهنداوى

20 ألف مقبرة تسكن قلب مدينة دمياط  .. على مساحة 30 فدان 00   الــ 20 ألف مقبرة تقع فى منطقه الشهابية ، وأبو المعاطى ، وشيحه ، وأبو الوفا ، ولأنها أصبحت مصدر خطر داهم على أمن العاصمة .. فالسكان المجاورين يطالبون بضرورة نقلها ..فهل ستكون هناك معارضه من أصحاب المقابر تجهض فكرة هؤلاء السكان ، كما أجهضت تلك الفكرة  التى خطط لها من قبل المحافظ الأسبق د .محمد فتحى البرادعى وغيره من محافظين سابقين فكروا أيضا فى نقل المقابر وسرعان ما تلاشت الفكرة .

الغالبية العظمى من أصحاب المقابر يتقبلون النقل فمثلا يقول احمد ياسر الجمال صاحب مقبرة طالما أن المحافظة سوف تعوضني بأخرى فالأمر لا يمثل لديه مشكله لأنه وعائلته عندما يكون لديهم جنازة ، يستخدمون السيارات من مقر إقامتهم بشارع النجدة الى مكان المقابر بدمياط ، فالمسالة بسيطة ، لأن الله سوف يحاسبنا فى أى مقبرة سواء كانت قريبه او بعيده .2

لكن القضية تختلف لدى هدى أبو الدهب – موظفة – التى تصر على قراءة الفاتحة على والدتها كل خميس فى مقابر أبو المعاطى القريبة من إقامتها جدا وترفض مسألة النقل .

ويقول عادل عماره أحد سكان شارع صلاح الدين المؤدى الى تلك المقابر أنها لم تعد تناسب حرمه الموتى ، حيث أصبحت مهدمه ، مما يحول وصول الميت بسهوله الى مقبرته ، ولا توجد طرق مؤديه الا فيما ندر ، علاوة على أن هذه المقابر تقع على بركه من المياه الجوفية التى تهدد الجثث فى معظم الأحيان ويصعب تحللها بسهوله ، لذلك لابد من قرار النقل لتكريم الموتى فى أماكن تليق بهم ، فهم 3الذين ربوا وعلموا أجيال وأبناء ولا بد من إكرامهم وعدم إهانتهم .

ويقول أحمد البسيونى صاحب كشك أمام سور المقابر، أرفض النقل ، لأن المكان الموجود أفضل واقرب ، ولأنه ليس كل واحد عنده سيارة لنقل المتوفى ، هذا بالرغم من تضررى لوجود المقابر فى هذه المنطقة السكنية .

(التربيه )

ويقول فوزى السعيد ندا  – تربى – ورئيس المنطقة الثالثة بمقابر أبو المعاطى نحن نعمل فى هذه المهنة بالوراثة ونحن 5 تربية ولكل منا واحد مساعد ، مشيرا أن هذه المقابر لا تتسع ولا تكفى لدفن الموتى ، والناس زاد عددهم ويحتاجون لمقابر ، وليس هنا سوى المدافن التى توجد فيها مساحات تابعه لعائلات ، ولا يستطيع احد دخولها ، الا بإذن أصحابها ، ويكفى أن هناك نزاعات مستمرة بين العائلات على المدافن والمقابر .111

وأضاف من يجرؤ على إصدار قرار النقل فقد سبق وأصدر المحافظ  الأسبق د . البرادعى قرارا بالنقل واختفى القرار بالرغم من أهمية قرار النقل بعدما انتشرت الكلاب الضالة والحشرات بين المقابر المهدمة ،  ناهيك عن سيطرة الشباب المنحرف على أذقه وحوارى المقابر ، حيث يتعاطون المخدرات ويمارسون كل الأفعال الممنوعة بين المقابر وفى المدافن .

ويقول رفعت بروه – تربى – رئيس المنطقة الثانية جبانة أبو الوفا ، نحن نعمل هنا بتراخيص من لجنة الجبانات المختصة فى تعيين ومجازاة المسئولين عن الدفن للموتى ، وأنه لكى يتم النقل يجب على الحكومة بناء مقابر بديله على نفقه الحكومة تيسيرا لعمليه النقل لان معظم أصحاب المقابر لا يستطيعون بناء مقابر، وحتى لا يتخوف احد من عمليه النقل يجب تذليل الصعاب قبل اتخاذ أى قرار بخصوص منع الدفن فى مقابر المدينة  .

ويخشى نبيل والشربينى جسته – تربيه –  ضياع مكانتهم بين زملائهم فى نفس المهنة إذا تم النقل ويتساءل هل سنكون ذوى حظوة ومعلمين ولنا مقابر فى المناطق الجديدة أم ستضيع الحقوق ، فنحن نعمل هنا منذ سنوات ونقوم بالمتابعة الجادة للمقابر خاصة وانه لايوجد حراسة على المقابر سوى خفير واحد تم تعيينه من خلال الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمياط على تلك المقابر .

وأكد سلامه جعفر مدير اداره الجبانات بمجلس مدينه دمياط أن هذا المطلب صعب التنفيذ لأنه فشل فيه الدكتور البرادعى ومحافظين سابقين أيضا اقتحموا تلك القضية وسرعان ما تلاشى المطلب قبل أن يبدأ ،أما إذا ما سعى أحد لتفعيل قرار النقل السابق لمقابر دمياط القديمة ، لان وجود المقابر فى المنطقة السكنية تسبب فى كثير من الأمراض منها “الجمرة الخبيثة ” وهذا القرار يجب أن  يتبناه مسئولى الصحة والبيئة للحفاظ على الصحة العامة للمواطن .%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%87-%d8%ac%d8%b9%d9%81%d8%b1

وأكد سلامه جعفر أن المحافظ الأسبق محمد البرادعى سعى فى تخصيص 30 فدان فى دمياط الجديدة من قبل ، وتلك المساحة لا تكفى سوى 1500 مدمن على اعتبار كل مدفن 30 متر ، وهذا يعنى أننا سنحتاج الى أضعاف هذه المساحة المقتطعة من مقابر دمياط الجديدة ، وبالفعل تم تشكيل لجنة من المحافظة لاستلام الأرض إلا أننا لم نتمكن من التسلم بسبب عدم توافر الإعتمادات المالية حيث طالبت وزارة الإسكان وقتها بــ 4 ونصف مليون جنيه ثمن قيمة الأرض ، وتم سحب التخصيص بعد رفض المجلس المحلى وقتها للفكرة مبررين أن الدمياطى يريد البيت والورشة والمقبرة فى مكان واحد ، ويؤكد أن فكرة نقل المقابر مستحيلة بسبب عدم توافر الأرض البديلة .

ويقترح جعفر ، إذا ما نحج أحد فى تبنى وتنفيذ الفكرة أن يتم بناء مقابر بمساحه (2×3) بجوار بعضها رصا على نفقه المحافظة ، ثم تباع للمواطن ، على أن يتم  بناءها إجماليا من خلال مناقصه تساهم خفض التكلفة ، وبذلك يستفيد جميع المواطنين ، لان بناء المدفن الواحد يتكلف ثلاثون ألف جنيها ، علاوة على أن البناء سيكون موحد والدهان ولا مجال لأحد بان يرفع بناءه او يخفضه ،  أو يستخدم أشياء مغالى فيها ، لأن هذه المقابر بداية الآخرة ، ولا مجال للتفاخر حتى فى المقابر .

ويرى المهندس جمال ماريا أن تكون هناك لجان للمصلحة العامة من وراء نقل المقابر بعدما أصبح هناك زحف عمرانى ملاصق للمقابر لأنه من المعمول به أن تكون المقابر بعيدة عن المساكن لمسافة 200 متر على أن تحاط تلك المقابر بسياج من الأشجار  .

رأى العلماء

وهنا لا يعترض علماء الإسلام الذين اقروا نقل رفات الموتى لان المصلحة العامة للأحياء فوق كل اعتبار وهم الذين سيواصلون مسيرة التنمية على الأرض أما الأموات ما دمنا نقوم بالمراسم الرسمية لدفنهم وهى مواراة جثامينهم تحت التراب فلا شئ فى ذلك

وكما يقول دكتور حسن سراج أستاذ البلاغة بجامعة دمياط  انه يجوز نقل المقابر للضرورة ولا غضاضة فى ذلك طالما أصبح هناك التحام عمرانى ينتهك حرمه الموتى وان شرعيه نقل العظام او الرفات تبدأ بجمعها من المقابر القديمة وإعادة تكفينها ودفنها دفنا شرعيا فى المقابر الجديدة .

ويرى المهندس محمد رخا مدير الإدارة الهندسية بكفر سعد أن نقل المقابر أمر ملح لان مساحه هذه المقابر تصل الى 120 ألف متر تقريبا ، وهذه الأرض ملك الدولة والمقابر المقامة عليها ملك الأفراد ونقلها للاستفادة من هذه الاراضى ، لإعادة تخطيط هذا الجزء الحيوى من دمياط بهدف زيادة المساحات الخضراء لحماية المدينة من التلوث ، ويرى ضرورة تحويلها الى حدائق ، فضلا عن أن نقلها يصنع رئة يتنفس خلالها الدمايطة وزوارهم ، والأكثر من ذلك أن نصيب المواطن الدمياطى من الخضرة سيرتفع حيث يقل وجود مساحات خضراء بقلب المدينة ، ويحذر من استثمارها عقارات لأنه لو تم سوف تصبح جريمة ترتكب فى حق دمياط  .

  ويضيف اللواء فايز شلتوت سكرتير عام محافظة دمياط أن الأمر يحتاج الى تهيئة شعبية يقوم بها أعضاء الأحزاب السياسية والمجتمع المدنى مع المواطنين ، حتى نصل الى مرحلة يطلب فيها المواطن نقل المقابر نافيا استلام مساحة الــ 30فدان وانه لايعرف أنه تم سداد ثلاثة ملايين جنيه الى جهاز التعمير  .

يذكر أن الدكتور  إسماعيل طه محافظ دمياط منذ أن تولى مهام عمله   كان قد قرر  ضرورة فرض سيطرة أمنية علي المقابر وتطويرها وصيانتها ، بعد تزايد شكاوى الاهالى  بضرورة وجود حراسة أمنية تحمي سكان المنطقة من أعمال البلطجة والانحرافات الأخلاقية التي يعيشون بين أحداثها كل ليلة ؟