اسامه الكفراوى: يكتب

ابن راعى الغنم .. وابن راعى الكنيسة

حكى لنا الأجداد قديما عن حكاية راعى الغنم الكذاب الذى ادعى كذبا، بأن الذئب يأكل الغنم ، وظل يصرخ ، حتى حضر اليه أهل قريته ليجدوه يمزح ، وبعد فتره هاجمه الذئب، فظل يصرخ على أهل قريته ، فلم يجبه أحد لتذكرهم بكذبته الأولى .

هكذا أرى المشهد مشابها بين واقعة ادعاء مهاجمة الذئب للغنم ، وبين واقعة كتابة جملة ” هتموتوا يامسيحين ” على أرضيه كنيسة بدمياط ،جملة لم يدفع ثمنها ، من لم يكتبها ، وكادت الجملة أن تتسبب فى فتنة لا قدر الله .

الساعات الأخيرة التى أعقبت كتابة الجملة على أرضية الكنسية، أسقطت أشخاص من الحسابات ، ورفعت شأن أخرين الى عنان السماء ، لم تكن جملة عنصرية خرجت من عقل فوضوى بقدر ما هي جمله كشفت عن عورة فى الفكر والعقيدة التى تحتاج لمراجعه ، فالكذب ليس له وجهان ، وجميع الاديان السماوية جاءت محاربة له ، فأصغر طفل يعرف أنه لا أمل فى شيخ أو راهب يكذب .

استيقظت دمياط كلها على جملة ” هتموتوا يامسيحين ” والتى كتبت بداخل كنيسة بدمياط ، والتف الدمايطية حول  أشقائهم أما داعمين أو مستنكرين ، وطالب الجميع بضرورة البحث عن الجانى ، ولم يكن فى مخيلة أحد أن السيناريو هو تكرار لواقعه راعى الغنم ، وأن الفاعل هو أحد أبناء الكنيسة ، بل هو ابن راعى الكنيسة ذاته ومسئول أمنها ، حين اكتشاف وافتضاح أمره بلغت القلوب الحناجر ، وصدم الجميع ، عدا المقربين منه ، والذين كانوا يعلمون بالواقعة ، والتى تم التخطيط لها بعنايه حيث أطفئ أنوار الكنيسة وتم تغير أماكن توجيه الكاميرات .

وأمام جهات التحقيق وقف ابن راعى الكنسية غير نادم ، وكأنه حقق مائه انتصار ، وذلك عقب الإجراءت التى أعقبت الواقعة بوضع أسلاك شائكه حول الكنيسة وزيادة القوة الأمنية لهم .

مكاسب تحققت من كذبه لا تشرف أى أحد ، فالبطل الحقيقى هو من ينتصر بالشرف والكرامة لا بالمخادعة والكذب والتضليل والوقيعة التى كادت أن تصل لفتنه . فهناك من هدد بتدويل القضية وتوصيلها للفاتيكان فى حال عدم القبض على مرتكب الواقعة ، وهناك من اتهم الأمن بالتقصير ، وهناك من كان صباحا ومساء ، لا يعرف لغة غير التوبيخ واللوم بسبب تلك الواقعة .

فعشرات ممن خضعوا للتحقيق من قبل الأجهزة الأمنية التى عملت فى هذا الموضوع ، ذنبهم فى رقبه ابن راعى الكنيسة والذى لا تساوى فعلته كفاله قدرها 5000 جنيه، ليخرج منها متباهيا بما صنعت يداه ، وليس عيب أن يعتذر المخطئ فالاعتذار شيمه الكبار.

فى واقعه ابن راعى الكنيسة ، كسب أمن دمياط الجديدة ،وأجهزة أمنيه أخرى الاحترام ، وتأكد للجميع أنه تعامل باحترافية لاكتشاف مرتكب الواقعة، تحيه لهؤلاء الأبطال الذين تحملوا ما لا يتحمله أحد …. واعلم يقينا  لو أن راعى الغنم صرخ ثانية : أنقذونى الذئب يأكل غنمى فسيهب الجميع لنصرته .

عبارات مسيئة