ابطال من ورق : بقلم د. منة الله عبده اللبان

0
423

عندما تنظر نظرة شامله علي من حولك ستجد ان كل فرد يري الامور من منظوره الخاص
و هذا يختلف من شخص لأخر كمثل العدسات الطبية  التي تمثل  عاداتك و تقاليدك  و ذكرياتك و تجاربك
لا يوجد افراد بنفس المنظور حتي ان كانوا يعيشوا تحت سقف منزل واحد
كمثل الكلام الذي ستقرأه الان ولكن بمنظورك الخاص
فتقبل الامور كما هي حتي تصل للمعني المقصود و تعرف الهدف  او ابحث علي عمق المعاني و هذا سيستغرق منك وقت و لكنك ستصل  ……..
لان حياة البعض من الشباب  اليوم لا تمثل شيء مفيد او تحث علي اي بطولات
حياة مليئة بالبطولات الوهمية  لكنه غارق بها ولا يعرف مدي العمر الذي يهدره … لكن سياتي اليوم الذي يتمني لو ترجع به لحظات عمره ما فعل ما فعل
العديد اليوم ينساق وراء الحياه الافتراضية  التي اثبتت فاعليتها بشكل كبير
لكن ما تأثيرها عليك   و كيف تستغلها  …. هل في نفعك …. ام في ضرك …. ام  في نفع او ضرر من حولك
هنا انت ميزان نفسك
انت من تحدد من تكون و ليست الظروف ولا المواقف او التجارب  كل هذا يؤثر علي تكوين شخصيه الفرد اما ان  تقاتل و تكون و تصبح …. او لا تكون و تصبح شخص سلبي معترف انك ضعيف  تتحكم بك شهواتك و غرائزك و في هذه الحالة اعدك انك ستخسر الكثير .. ولا تجد في يوم فرصه لاسترجاع ما قد فات
كل ما عرضته  ما الا انه وجه واحد او ما هو الظاهر من الحقيقة  هو ما نقوله و نردده و نصدقه ايضا
ولكن هناك وجه اخر
هي حرب حقيقيه يعيشها كل فرد مع نفسه   يجاهد بها و يحاول  او يستسلم و يلقي جزائه من خسارة كبيرة سواء كانت خسارة مستقبل.. ! خسارة حبيب حقيقي… ! خسارة اسرة …! خسارة عمر…. و انت تجري ورا سراب كمثل تجربه العصا و الجزرة  ….
و انت هنا لست ضحيه لأنك من تتخذ قرارك و تختار طريقك
اما ان كان الانسان مسير  ولا توجد جنه او نار … ثواب او عقاب
لأنك لم تعرف مداخل الشيطان اليك لأنه يدخل لك من امور تظنها خير  لأنك لا تري غير الجانب الواحد فقط و لو ادركت الحقيقة ستجد ان كل شيء له جانب الخير و الشر
كمثل المخدر  ” ممكن ان يستخدم في العلاج  و ايضا يستخدم في التعاطي و تدمير الفرد “
قيس علي هذا بعض الامور بالحياة
لأنك عندما تكون شخص صالح حقا لا تنتظر ان يدخل الشيطان لك من معصيه صريحة  لأنك ستدرك ذلك و ستنفر .
لكنه سيدخل لك من دينك الشيء الذي تحصن به قلبك من اجل افساد دينك و ضياع قلبك ….
و سيجعلك تري نفسك فوق الجميع عليك التحريم و التكفير و النفور من اي شخص يختلف عنك
تري ان دينك في حرب دائمه و انك يجب ان تكون بطل  و تحارب  لكنك لا تعلم انك بطل
من ورق ….فاين تحارب  و اين ساحتك …….. و من انت …… هل انت ناقد حقا …..
و هذا اول باب فتح و ساعد به مواقع التواصل الاجتماعي .
جعلتك  تحكم علي من حولك  و تنشر معاصيهم  لمجرد انك لا تفعل هذا … ولا تتبع مبدا الستر  الذي انعم الله علينا به  و تظن هنا انك تنصح و تعظ من حولك  لكنك وقعت في فخ …
جعلتك تستخدم الدين علي اشكال مختلفة  و تظن انك تنصح من حولك و تجذبهم للحديث و النقاشات حول اشياء صحيحة  …. هذا الستار الاول للحديث ولكنك لا تعلم كيف يلعب الشيطان هنا دورة لاستدارة الحديث  عن الحياه و المشاكل  و الي ما تعلمونه ….
يجعلك تتخيل انك تجبر خواطر   و تنشر الفرح برسائل شخصية  عن الفرح  و التحفيز او ايات القران  …. و هي بداية لعينه يشد بها الشخص للأخر و يقع الطرف الاضعف هنا فريسه لأنه سيجدك من تسمعه  و لا يري نفسه سيء بعينك  …  ولكنك لا تعرف انك دمرت حياته الحقيقية  لان النفس تميل لمن يدللها و يريها انها علي الصواب دائما  و يشجعها
لكنك تغفل جميع جوانب حياه الطرف الاخر انت تسمع ما يريد قوله لك  و هنا ينسحب الطرف الاخر عن حياته الحقيقية   و الأسرية  بسبب الضغوطات التي يراها في حياته الطبيعية  و انت تسحبه منها علي الرغم من انه لا يعلم انك تأذيه لأنه يريدك مثله مسحوب ايضا
و هنا ستندم كثيرا علي عمرك …. و علي مستقبلك  علي كل ثانيه اهدرتها في اللهو علي مواقع و افراد افتراضيه … ليسوا من دمك او موطنك ….
و ايضا نافذة لعلاقات غير مشروعه و محرمه  تظن نفسك في البداية علي صواب و لكن لكل نفس دناءتاها  و ستصبح هنا اخيرا صياد شهواني  تعددت العلاقات حولك  و لكنك اغفلت ما كنت تسعي اليه او لأنك كنت شخص صالح لكنك  وقعت
و بهذه التعددات و العلاقات ستجعلك تخسر الكثير حتي ستخسر من احبك حقا …
و كانت الخدعة التي ضحك بها الشيطان عليك  انك تحمي دينك  و تنشره و لكنك أساة اليه
و تحمي ايضا شباب و فتيات دينك  و لكنك دمرتهم و دمرت قلبك الذي خلقك الله به سليم

و كل هذا لكونك اغفلت ايه ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”
فلا تظن انك ستحمي  الدين  احمي نفسك من الفهم الخاطئ له حتي لا تكون اساءه له

ولا اقصد هنا الشباب فقط بل الفتيات ايضا
انت لديك رساله محدده و هي اعمار الارض و نشر الحب و الخير و السلام
و الحفاظ علي قلبك و هذه مهمه ليست سهله  ”  إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ”  و تجعل دينك يظهر في اخلاقك و تعاملاتك .
و هنا ليست النهاية بانك اصبحت شخص سيء و نستخدم الفكر التكفيري بان ابواب التوبة قد اغلقت
لكن نتذكر قول الرسول صلي الله عليه و سلم ” كل بني ادم خطاء و خير الخطائين التوابون “
و تذكر ان الشيطان لا ينشغل بك الا ان كنت شخص رائع و صالح حقا واعلم انه لا يترك و سيدخل لك من الف باب و باب حتي من ابواب الخير و الطاعة و ابواب التوبة …….
و لكونك تعلم هذا وفلا يجب ان تنجرف ثانيه الي ما كنت عليه  لأنك حينما ترجع بقلبك الي الله حقا ستعرف بعدها كل مداخل الشيطان اليك و تجد نفسك شخص اخر لكنه صالح و قوي وعنده وعي  ايمانه حقيقي و ليس موروث

و كل هذا نتاج استخدامك للسوشيل ميديا بشكل خاطئ في عالمك الافتراضي جعلت منك بطل مشهور ومزيف يتاجر بالأفكار  لكن  تع معي الي ارض الواقع و حدثني من انت … نكره ! … هنا يكمن اختيارك …
و تذكر ان المرعب في تذبذبك بين الطاعات و المعاصي ان تقبض روحك في فترة الانتكاسه
فاللهم ارزقنا جميعا حسن الخاتمة

و اتمني من سيقرأ هذا  ان يقرا الفاتحة  لوالدي الحاج عبده اللبان رحمه الله  و يدعوا ليه

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك