كتب – محيي الهنداوي :
دمياط التى تشتهر بأنها يابان مصر نظرًا لانعدام البطالة داخلها وتعد أولى المحافظات فى الإنتاج بمختلف القطاعات تشهد مؤخرًا تزايد أعداد أطفال الشوارع من 175 طفلاً حسب إحصائية سنة 2008 إلى 500 طفل فى الأشهر الأخيرة ينتشرون بمنطقتى مدينة دمياط الصناعية ورأس البر السياحية، حيث يمتهنون التسول والسرقة.

” صوت الشعب ” رصدت هذه المأساة التى تؤرق أهل دمياط، وتقول آلاء الحليلى موظفة بالعلاقات العامة بمدينة رأس البر أن أطفال الشوارع فى المدينة يأتون إلى رأس البر كل موسم مع بداية الصيف من المحافظات المجاورة ويشكلون إزعاجا لرواد المصيف مستخدمين كل الوسائل للبحث عن لقمة العيش رغم ما يقوم به مجلس المدينة من تتبعهم على الشواطئ وفى الحدائق وتسليمهم إلى دور الرعاية.

ويرى الدكتور محمود المتبولى – وكيل كلية التربية الرياضية فى دمياط – أن ظاهرة «أطفال الشوارع» فرضت نفسها على مسرح الأحداث خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011 التى وجدوا من خلالها فرصة كبيرة للظهور فى أمان فخلال أيام الثورة كان لهم خيام ثابتة فى مقار الاعتصامات وبخاصة ميدان التحرير منذ 25 يناير وكانت تغمرهم سعادة غامرة بالثورة بوجودهم بين الثوار حيث لا يسألهم أحد عن أصلهم ولا فصلهم ولا يصفهم بأولاد الشوارع.

ويقول د.حسن سراج – أستاذ بكلية آداب جامعة دمياط – إن ظاهرة أولاد الشوارع ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع خاصة بعد التزايد المستمر لهم فى الميادين على مدار الساعة وحصولهم على مبالغ مالية كبيرة من التسول حيث يقضون المساء فى حديقة بنت الشاطئ وميدان الساعة وأسفل الكوبرى العلوى بمنطقة الأعصر وخلف قصر الثقافة مما ينذر بكارثة تهدد أمن المجتمع والمواطنين.

ويشير احمد فايد، مدير إدارة الدفاع الاجتماعى إلى أن عدد هؤلاء الأطفال تزايد بصورة كبيرة منذ الثورة وحتى الآن حتى أصبح عددهم أضعاف ما تم حصره فى 2008 من وجود 175 حالة «أطفال شوارع» وبعد التأكد من زيادة الأعداد التى قد تقترب من 500 طفل لم يتم حصرهم بشكل فعلى إلا أنه تم عمل دراسة إنشاء دار ضيافة بنين وبنات لأطفال الشوارع وتم إدراجهما فى خطة 2009 /2010 وبالفعل بدأنا التشغيل فى يونيو 2011 وعليه استقبلت دار الضيافة بنين فى كفر البطيخ 32 طفلا و دار الضيافة بنات 39 طفلة جميعهم من محافظة دمياط.

وأكد أنه لا يوجد حاليا فى كلا الدارين بنين وبنات سوى 15 طفلاً وطفلة لان باقى الأطفال تم تسليمهم الى أهاليهم وذويهم بعد التوفيق فيما بينهم خاصة لحالات التفكك الأسرى أما الأطفال الموجودون حاليا فهم فى الغالب ظلوا بالدار بحكم قضائى لأنه لا يؤتمن عليهم وسط أهاليهم.

فى حين أعلن جمال عيسى وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بدمياط أن عدد أطفال الشوارع بدمياط «أطفال بلا مأوى» لا يتعدون الـ 20 طفلا من محافظة دمياط والباقى قادمون من محافظة الدقهلية ودائما يأتون مع موسم الصيف إلى مدينة رأس البر ويقوم مكتب المراقبة بمديرية الشئون الاجتماعية بمتابعة هؤلاء الأطفال وتسليمهم إلى محافظاتهم ووضع عدد منهم فى دار رعاية البنات فى السنانية.

وأضاف: إن الدار تقوم بتقديم خدمات متكاملة لهؤلاء الأطفال وتقوم بإجراء بحث اجتماعى لبيئة الطفل الطبيعية للعمل على تحسين تلك البيئة ويتم الصرف من ميزانية الدولة التى تقدر بمليون ومائة وخمسة وعشرين ألف جنيه على هؤلاء الأطفال وذلك فى العام الأول ولأن نسبة الإشغال جاءت ضعيفة فتم تخفيض الميزانية لـ 250 ألف جنيه لكل دار سنويا وذلك للأجور والإعاشة?

ومن جانبه أكد اللواء محمد عبد اللطيف منصور محافظ دمياط: أن هناك أعمال متابعة لمواجهة ظاهرة «أطفال الشوارع» فى المحافظة، مشيرًا إلى أنه يتابع بنفسه لجان حماية الطفولة، داعيًا مؤسسات المجتمع المدنى إلى المشاركة فى مواجهة تلك الظاهرة.

وأضاف أن هناك تنسيقًا كاملاً بين مجلس الأمومة والطفولة، وبين مسئولى المديريات المختلفة للقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع من خلال تشكيل لجان فرعية بكل مراكز المحافظة بعدد تسع لجان وإسناد مسئولياتها إلى رؤساء المراكز، كما تم حصر ثلاث لجان بمدينة دمياط الجديدة وإسناد مسئولياتها إلى رئيس جهاز تعمير المدينة وأكد أن اغلبية «أطفال الشوارع» من خارج محافظة دمياط.