أسباب ضياع الحب بين الزوجين تعرف عليها

0
832

 

هل هناك فرق بين حب الرجل وحب المرأة؟

كتبت / رضوى السيد

تتعدد أسباب الخلافات الزوجية  في الدول العربية عموماً، والخليجية خصوصاً، إلا أن هناك من الخلافات  ما لا يصل إلى المحاكم أو الجهات الرسمية، بل يبقى صامتا ومخفيا بين جدران القلوب ، لأسباب لا يكشف عنها الأزواج إلا بعد وصول حكاية «الأسرة السعيدة» إلى نهايتها «التعيسة»، فهل هناك فرق بين حب الرجل وحب المرأة؟

وراء كل الحدود يقبع حب الرجل الموجود بين ثنايات قلب امرأته التى تعشقه ، أما حب المرأة يعلن عن تضحيات وكسر لتلك الحدود بحنان.

فقد تضحى المرأة بنفسها ولكن يبقى الهاجس الذى يسيطر على كل نون النسوة فى كل المجتمعات هل هو مستعد أيضا لذلك؟

فى قلب المرأة قد يسعدها وقع تلك الكلمات على دقات قلبها ولكن عندما تبدأ الحياة وتستمر مع ذلك الرجل تريد أن يأتى شمس كل صباح بمزيد من الحب والتفاهم والود من جانب الرجل فتنتظر دائما ويطول الانتظار عندما لا تجد الفعل فى القول يتسلط عليها ضوء خفى ليشعرها بوجودها كمرأة تحيا عند ابتسامة أو نظرة رضا.
قديما لا يعلمون ما هو الحب ولكنهم أكثر الأحباء وفاءً وإخلاصا ، فتشهد المرأة بأنها أكثر السيدات حظوة بحبها لزوجها وحبه لها، فالحب كان مترجم بنظرة الرضا والابتسامة الخفية، والكلمة الهادئة، وبالأكلة الهنية ، وبالاحترام عند غيبته، وبالتزام الصمت عند كلامه .لقد رأيت الحب فى وفاء ذلك الزوج الذى ركع على ركبتيه أمام سرير امرأته المريضة، وفى تلك المرأة المريضة الغائبة عن الوعى وإذا أفاقت لتأخذ دوائها لم تتذكر سوى صلاتها واسم زوجها مع العلم أنهم فى الحقيقة لم يذكروا فى العلن أو الخفية كلمة واحدة تعنى الحب، ولكن ذلك الوفاء أظهره للعلن ” تلك اللحظة هى رمز للحب”.
أما حديثا يعلمون أساليبا جديدة للرومانسية ولإلهاب المشاعر والعواطف كأنهم يريدون أن يضفوا على حياتهم ألسنة من اللهب لا تسيطر على حياتهم الشغوفة بالحب الذي لا يفهمونه، يدعى الرجال أن المرأة بحر لا يفهمونه، وتدعى النساء بأنهم لم يقابلوا يوما الرجل الذين ينتظروه………… ويبقى الصراع.
إذا أردت الحياة فعشها بحلوها ومرها وإذا أردت الموت فأنت الحاكم الناهى ، وهناك حياة بعد الممات يا أولى الألباب لن أفسر آياتنا القرآنية العظيمة، ولكن جميع الأديان السماوية تدعو إلى الحب والتسامح ومن لديه الإيمان يفعل ذلك ………فاعترفوا أيها الرجال بقوة المرأة وتأثيرها عليكم…….واعترفوا يا نساء بإجلال الرجل فى موضعه إنه الهيبة والاحترام ، الكلمة ومعناها، القدسية وإجلالها .
فعلا إن الرجل يستطيع أن يحب أكثر من امرأة لأنه يعشق الصفات المتعددة التى قد لا تجتمع فى امرأة واحدة ولكن المرأة بطبيعتها تحب أن تكون الملكة فى حياة رجل واحد يحبها بكل معانى الإخلاص، ولكن يبقى السؤال فى إرادة ومشيئة الله بأن يجمع بين إثنان تربطهما علاقة قوية بالزواج, فمن المسؤول عن تلك العلاقة الرجل أم المرأة أم الأهل؟ من وجهة نظرى إذا تم عقد الزواج فإنه اتفاق بين طرفى العلاقة لا لأحد حق فى التدخل فى شؤونه وإذا تم التدخل فإنها مشكلة عرضية ، ولكن تبدأ المشاكل الحقيقية حين يتنازل الطرفين أو إحداهما عن الالتزام بتلك العلاقة.
متى تبدأ مشاكل الحياة الزوجية ؟
حين يبدأ الرجل بالتنازل عن مسؤولياته وواجباته تجاه زوجته وأولاده، وتبدأ المرأة تحل مقام الرجل فى إدارة شؤون الأسرة، وفى صورة حصرية للمجتمع المصرى، حين ينام الرجل على أريكته المفضلة وأمامه التلفاز وحاليا اللاب توب وتنزل المرأة لعملها باكرا صاحبة فى يديه أولادها لتذهب بهم للمدرسة وينتهى دور الأب الهائل فى الاكتفاء بالمشاهدة والمرأة بالمزاولة أى بممارسة الحياة طمعا فى حياة كريمة لها ولأولادها……. ويبقى الصراع.

بين رجل يسلط الضوء على امرأته المهملة فى بيتها ومظهرها، ومتأخرة فى إحضارها للطعام، وبين امرأة لا تشعر بأنوثتها إذ تحملت أن تكون الرجل بجميع مسؤولياته لتأتى بالطعام والملبس والمشرب لأسرتها …. فكيف تتذمر وهى تتحمل….. ويبدأ الصراع يعلو أرجاء المنزل إلى أن تقع إحدى الكوارث التى شغلتنا بها الدراما والتى لا تقل أبدا عن الواقع المرير……. ويأخذنا بذلك إلى التفكك الأسرى وتنتهى بالطلاق أو بالهروب.

لا تحتاج المرأة للمال أو الذهب لتكن للرجل حبا، بل تحتاج موقفا بسيطا لا تتوقع ردة فعله سواء كان ذلك الموقف لها أو لغيرها فإنه أكيد يعبر عن شخصية صاحبه الصادقة…. قد تجرى المرأة وراء الأكاذيب ولكنها بالفعل إذا أحبت فإنها تكون صادقة….
ولكن يبقى السؤال هل يوجد فرق بين حب المرأة وحب الرجل ؟
يشير علماء النفس أن الرجل يمثل الحب مبررا رغباته ولكن المرأة تبرر رغباتها وصولا إلى الحب .هل بالفعل هناك فرق ، أم هناك وجهة نظر أخرى؟

حزن المرأة يبكيها……… حزن الرجل يصمته، كذلك الفرح هناك اختلاف ؟
إذا فهمتم معنى الحب لا تكثروا من قوله بل أكثروا من الأفعال الدالة عليه، تلك لقطات صغيرة من مسلسل درامى كبير فى الحياة الزوجية نعلم أسبابه ولكن لا نمتلك علاجه ، المالك الوحيد لعلاجه هو طرفى العلاقة سواء كان الرجل أو المرأة لذا هذه هى أولى بداية العلاج…… أبدأ بنفسك …… لا تتوقف علاقة تسودها الحقيقة.

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك