ذبح المنظمات الدولية بسكين ترامب
هل هذا معقول أن تكون مهمة منظمة الأمم المتحدة منع الحرب وإحلال السلام والأمن وتسمح لأحد أهم اعضائها امريكا مهمة اغتصاب ارض الغير والإبادة الجماعية والتهجير القسري وعودة الاستعمار من جديد .
يا ساده نعلم أن منظمة الأمم المتحدة عندما أسست عام ١٩٤٥ خلفا لعصبة الأمم و اجتمعت ٥٠ دولة بهدف منع الحروب وإحلال السلام ووضعت ميثاق الأمم المتحدة الذى اعتمد في نفس العام ودخل حيز التنفيذ في نفس عام ١٩٤٥ وباشرت أعمالها بالفعل كان أول أهدافها هو الحفاظ على السلم و الأمن الدوليين وحفظ حقوق الإنسان وتقديم المساعدات الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة ودعم القانون الدولي وأصبح عدد الدول الأعضاء في المنظمة ١٩٣ دولة تمثل كلها دول ذات سيادة وكان من أحد أسباب انشائها هو إنهاء الحروب الباردة بين أمريكا وروسيا وحلفائهم وتألفت بعثاتها من مراقبين غير مسلحين وقامت بالمتابعة والمراقبة فقط ..ثم نمت عضوية الأمم المتحدة بشكل ملحوظ بعد انتهاء الاستعمار منذ ستينات القرن الماضي وبعدها نالت ٨٠ مستعمرة سابقة استقلالها بما في ذلك ١١ إقليما كان مشمولا بالوصاية التابعة للأمم المتحدة وبحلول سبعينات القرن الماضي تجاوزت الميزانيات المخصصة للأمم المتحدة لبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والانفاق على حفظ السلام .
وتكونت الأمم المتحدة من ٦ أجهزة دولية هى الجمعية العامة ومجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الوصاية ومحكمة العدل الدولية والأمانة العامة ….
تضم منظومة الأمم المتحدة العديد من الوكالات المتخصصة والصناديق والبرامج مثل مجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي واليونسكو واليونسيف ويجوز منح المنظمات غير الحكومية صفة الاستشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والوكالات الأخرى للمشاركة في عمل الأمم المتحدة وكانت ميزانية الأمم المتحدة قبل ٤ سنوات تبلغ ٣ مليار دولار و٥٠٠ مليون ينفق منها جزء كبير على إحلال السلام والأمن في أي إقليم للدول الأعضاء .
هل مع كل هذه الأهداف والمبادئ التى أسست عليها هذه المنظمة نجدها تقوم بالصمت وعدم رد الفعل أمام غطرسة السياسة الأمريكية تجاه قضية غزة وفلسطين التى تبدوا كأنها سياسة استعمارية خالصة .
ما هذا الكيل بمائة مكيال إزاء ما يحدث في فلسطين ؟
هل تتفق دول هذه المنظمة مؤخرا على الاغتصاب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي لدولة بالكامل لمجرد أنها دولة ضعيفة لا تملك سلاح للردع والدفاع عن نفسها .
هل هي بداية التخلي عن القوانين الدولية والمواثيق والأعراف ..هل نحن في بداية عصور جديدة يحكمها قوانين الغابات والبلطجة وسيكون البقاء الاقوى ..
اخيرا نحن اصبحنا على يقين أن رئيسنا من أذكى رؤساء العالم عندما فكر وتفرغ قبل ١٠ سنوات لشراء السلاح وتنويع مصادره وتنبه لاتفاقيات ترسيم الحدود وتفرغ لإعادة ترميم البنية الأساسية للدولة وإقامة مشروعات ومدن وطرق تضمن مستقبل هذه البلد وقبل كل ذلك طهرها من الإرهاب الذى كان متغلغل في سيناء وكان ينظم للانقضاض على الدولة كما فعل دوله شقيقة وابتعها بنفس السيناريوا الذى كان يعد للدولة المصرية ..اين اللذين كانوا ينتقدوا قيام مصر بشراء السلاح….. ما يحدث ياساده هو إعلان ذبح المنظمات الدولية بسكين ترامب .
كاتب المقال رئيس مؤسسة دار الهلال الصحفية السابق