د. هيكل أسباب الزحام : الثقة والسمعة التى بدأ بها المعهد وتنفيذ مبادرات الكشف المبكر عن أورام الثدى
وننفذ مبادرة السيد رئيس الجمهورية « الكشف المبكر عن أورام الثدى»
ونستقبل 4500مريض سنويا.. 60% منهم حالات سرطانية
ونشرف فنيا على مشروع التامين الصحى ببور سعيد لتنفيذ « وحدة علاج أورام »بتكليف وزيرة الصحة
ولأول مرة فى دمياط .. جهاز علاج اشعاعى يتم تشغيله حالياً لأورام الثدى وحالات طوارئ
12 مليون جنيه حجم التبرعات العينية لمبنى الامتداد لمعهد الأورام
حاوره : محيى الهنداوى
يعد معهد الأورام بمحافظة دمياط ،خط الدفاع الأول والأخير لمرضى السرطان، الذين لا يملكون تكاليف علاج ذلك المرض اللعين، يفتح المعهد أبوابه للعلاج بالمجان أمام 80 ألف مريض جملة المترددين على المعهد ، ويوفر لهم الكشف والعلاج بدون أى مقابل على نفقة الدولة المصرية ، الأمر الذي جعله قبلة لمختلف المرضى من محافظات بورسعيد والدقهلية وكفر الشيخ وشمال سيناء ،نتيجة للخدمات العظيمة التي يقدمها المعهد ، الأمر الذى جعل هناك زحام مستمر فى المعهد ، بسبب سمعة المعهد الطيبة التى التزم بها منذ 21 سنه تاريخ انشاءه .
التقينا الدكتور طارق هيكل عميد معهد أورام دمياط ، فى حواره « لــ صوت الشعب » مؤكداً أن عدد المرضى الجدد كل سنه تقريبا ثابت من 4000-4500 مريض ، منهم 60% حالات سرطانية تقريباً ، ومعظم تلك الحالات محولة من أماكن أخرى .
وأوضح أن مشكلة الزحام المستمر فى المعهد ، مشكلة قديمة ترجع لتاريخ انشاءالمعهد عام 1998 ففى خلال الــ 21 سنه الماضية ، والمرضى أعداد تراكمية فمرضى 1998 ، ” بيجوا ” يتابعوا ، وهكذا مرضى الأعوام السابقة ، يترددون للمتابعة .
مشيراً الى سبب آخر لذلك الزحام ، أن المعهد بالفعل سمعته «كويسه » مماجعل مرضى بور سعيد وكفر الشيخ والمنصورة رغم وجود معهد هناك ومرضى من شمال سيناء يترددون على المعهد … بخلاف أنه يستقبل اتصالات من محافظات أخرى لمرضى يريدون العلاج فى المعهد ، رغم أن العلاج موحد ، الا أن الثقة والسمعة التى بدأ بها المعهد جعل المرضى يقبلون على المعهد .. للأسف دى أسباب الزحام .
لافتاً أن أحد أسباب الزحام الأخرى المبادرات العديدة التى يقوم المعهد بتنفيذها ، ومنها مبادرة السيد رئيس الجمهورية « الكشف المبكر عن أورام الثدى »والتى بدأت من خلال المعهد فى أول يوليو 2019 مما أزاد العبء على المعهد حيث المكان محدود على مساحة 900م ، وأن أماكن الانتظار أمام العيادات الخارجية محدود أيضا .
علاوة على قيام معهد أورام دمياط حاليا بتنفيذ مبادرة رئاسية أخرى “مشروع التامين الصحى الشامل فى محافظة بور سعيد ” بتكليف من وزيرة الصحة ، على أن تكون ” مستشفى التضامن فى محافظة بور سعيد ” وحدة علاج أورام ، يشرف عليها معهدأورام دمياط فنيا ، مؤكداً أن أطباء معهد أورام دمياط يعملوا يوميا فى بور سعيد حالياً ، حسب الجدول الموضوع لعدد من الاستشارين والاخصائين ، الى أن يكتمل العمل بالوحدة هناك، وستكون قوة العمل كاملة من دمياط ، حيث سيذهب الأطباء الى هناك، لعلاج مرضى بور سعيد ، خاصة وأن معهد أورام دمياط ، يستقبل أكثر من 500 حالة كل سنه ، والآن سننتقل اليهم ، وبعد اكتمال الوحدة ، وسيتم اجراء الجراحات والعلاج هناك ، لتوفير الوقت والجهد وراحة المرضي وهذا ايضا يمثل عبء علينا فى ظل نقص عدد الاطباء.
ولمواجهة ذلك الزحام قال « هيكل » أن المعهد قام بتجهيز بعض الغرف فى مبنى الامتداد المجاور، وعمل مظلات خارجية ، للعمل على راحة المترددين من المرضى ولتخفيف حدة الزحام ، حتى يتم الانتهاء من تشطيب مبنى الامتداد المجاور للمعهد ، أو مبنى العيادات الخارجية الذى تم بناءه لتخفيف الضغط بسبب عدم وجود ساحات انتظار امام العيادات الخارجية الحالية .
لافتا أنه عندما يتم نهو عملية التشطيب فى مبنى الامتداد سيتم نقل جميع العيادات الخارجية ، والمعامل ، وقسم العلاج الكيماوى ، واليوم الواحد والأقسام الاخرى .
وكشف« هيكل » أنه هناك مشاريع أخرى مفتوحه سيتم الانتهاء منها قريبا ، منها موضوع محولات الكهرباء فى مبنى الامتداد ، وتغيير المولد الخاص بالمعهد ، كأعمال خارج المعهد وداخل المعهد ، وهناك مشروع كبير “خزان المياه الارضى “الخاص بمياه الشرب والاطفاء سيتم نهوه قريبا حيث طالت المدة الزمنية فى انشاءه وسيغلق هذا الباب تماما .
وأكد « هيكل » أن المعهد لايقبل تبرعات مادية لمبنى العيادات الخار جية المجاور، الذى تكلف حتى الآن 12 مليون جنيه تبرعات عينية ، خاصة وأن هناك احدى الجهات السيادية ستتولى تشطيب مبنى العيادات الخارجية وتم عمل مقايسة قبل السنه المالية الحالية بمبلغ 95 مليون جنيه قيمة التشطيب ، ولكن المقايسة الجديدة سترتفع لارتفاع الاسعار عن العام السابق .
وعن نقص الأطباء فى المعهد أكد « هيكل » أن أطباء الأورام مشكلة مصر، لأنه تخصص شديد الندرة ، وأطباء الأورام ليسوا مميزين عن الأماكن الأخرى ، ففى اليوم الواحد يقوم الطبيب ، بتوقيع الكشف الطبى على 60-70 حالة، يعمل 6 أيام فى الأسبوع ، بخلاف الأماكن الأخرى يعملون 36 ساعة فى الأسبوع ، ورغم هذا ليس هناك تمييز لطبيب الأورام الراتب نفس الراتب ، لذلك عندما ينتهى طبيب الأورام من الماجستير أو الرسالة يسافر فورا ، لتحسين دخله لأن الماليات غير مرضية ، رغم مانقوم به كادارة من رصد مكافآت ماليه ، الا أنها “مش كافيه” ،لذلك المعهد يعانى فمنذ أكثر من 5 سنوات ، لايوجد نائب واحد فى المعهد .
موضحاً أنه لايوجد طبيب صغير فى المعهد ، وأن كل العاملين أخصائيين واستشاريين يقومون بكافة الأعمال من نوبتجية وتشغيل العيادات الخارجية.
وكشف « هيكل » أن الأطباء عند التعيين ، يهربون من اختيار تخصص أورام ، لأنه تخصص متعب ومحبط ، وفى الغالب هناك استعداد للعمل فى ذلك المجال ، لكن الطبيب عاوز يعيش ويكون اسرة ويبحث عن تحسين دخله .
وأشار أن المعهد قام بالتعاقد مع 70 من الاستشاريين والأخصائيين كافة التخصصات من المعهد القومى للأورام فى القاهرة والمنصورة والاسكندرية ، وأن القوة الحالية بالمعهد 30- 40 طبيب عدد محدود يتعامل مع هذا الطوفان من المرضى.
وتحدث عن مشكلة العمالة قائلا : مشكلة قائمة هناك نقص فى المصالح والمؤسسات الحكومية كلها ، رغم بلوغ العديد من العاملين السن القانونية للمعاش ، الا أنه لم يتم تعيين أحدا بديلا لهم.
وكشف أن المعهد يضم عدد رهيب من ملفات مرضى أورام سرطانية حيث تجاوزت الملفات أكثر من 80 ألف ملف ، يتم تسجيل تلك الملفات ورقيا والكترونيا من خلال نظام الميكنة الالكترونية التى انتهجها المعهد .
وقال أن قسم الأشعة فى المعهد أصبح كاملا ، حيث يضم كل الأجهزة التشخيصية أو العلاجية خلال السنوات الماضية ، باستثناء جهاز أشعة مقطعية جديد سيصل قريبا الى المعهد .
وزف « هيكل » بشرى سارة لمرضى الأورام ، بأنه وداعا للسفر خارج المحافظة لاستكمال العلاج ، بعد أن أصبح المعهد يمتلك جهاز علاج اشعاعى يتم تشغيله حالياً تجريبياً منذ أسبوعين لعدد 20 حالة فى اليوم الواحد، وخلال الشهرين القادمين سنتمكن خلال تلك الفترة من الوصول بتشغيله الى كامل القوى القصوى بادخال 60-70 حالة يوميا ، وأوضح أنه حالياً يعمل جهاز العلاج الاشعاعى على حالات أورام الثدى فقط ، أو حالات طوارئ العلاج الاشعاعى بالنسبة لمرضى دمياط ، وعندما يعمل الجهاز بكامل طاقته سيتم التعامل مع باقى المرضى .
وأكد « هيكل » أن المعهد منذ افتتاحة عام 1998م وحتى الآن ، يتم علاج المرضى على نفقة الدولة ، أو التأمين الصحى، خاصة وأن العلاج الخاص فى المعهد محدود جدا بنسبة 01,% ، والمهم لدينا أن المريض لايدفع قرش صاغ واحد ، ورغم ذلك فنحن متفاهمين مع التأمين الصحى خاصة وأن المسألة ادارية فقط .
وأكد أن فكرة التبرعات للمعهد من خلال الحسابات البنكية محدودة جدا ، وأن ادار ة المعهد لاتستطيع أن تستقبل تبرعات بالأيدى ، موضحاً أن الذى يأتى الى المعهد بنطلب منه التبرع العينى بالمساهمه بشراء جهاز غير موجود ، أو شيئ معين ناقص غير موجود ويتم توجيهه لشراء المطلوب ، والتأكيد على المتبرع بمتابعة ماجاء به للمعهد من تبرعات عينية للتأكيد على الشفافية فى كل الأمور .
وأشاد « هيكل » بدور الدمايطة الرائع فى مساندة المعهد خاصة عندما يتعطل أى جهاز بشكل مفاجئ معلنا أنهم فى الغالب لايحبون ذكر أسماءهم لعشقهم لحلاوة صدقة السر.