في مشهد نادر يفيض بالمسئولية والإنسانية، تحرك معالي الوزير الأستاذ الدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط، متجها إلى قرية الوسطاني، التي غرقت شوارعها وبيوتها بمياه الأمطار إثر تعطل ماكينات الرفع، في أزمة مفاجئة أرهقت السكان وهددت حياة البسطاء.
لم ينتظر المحافظ تقريرا مكتبيا بل نزل بنفسه، وسط الطين، والقلق، والماء، ليستمع لا لأصوات الشكوى فقط، بل لأنين الحاجة.
مشهد إنساني عظيم… محافظ يحتضن الأزمة لا يهرب منها، يُمسك بيد سيدة مسنة تتحدث بعين دامعة، ويواسي طفلا يرتجف فوق مصطبة بللها المطر.
“القائد الإنسان” لم يلق باللوم على أحد، لكنه كان حاضرا، متفاعلا واعيا بحجم الألم، حتى وإن كان التقصير – كما أوضحت ردود الفعل – من جهة جهاز الساحل الشمالي المشرف على مشروع حياة كريمة، الذي كان من المفترض أن يحمي القرية لا أن يضاعف معاناتها.
ردود الفعل: مشهد إنساني لن ينسى .. انهالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي فور انتشار صور الزيارة. كلمات مثل “وزير بدرجة إنسان”، و”محافظ لا يعرف المكاتب”، تكررت كثيرا. بعضهم قال: “أول مرة نشوف مسؤول ينزل وسط الطين قبل الكاميرات.” وآخر كتب: “فين حياة كريمة؟ دا حياة مريرة لناس مش لاقية من يسمعها غير الراجل ده.”
نداء إلى المحافظ من باقي القرى: من قرية كفر المنازلة وأبو عدوى والـ27 قرية الأخرى بمركز كفر سعد، جاءت الرسائل: “إحنا كمان محتاجين تشوف بعينك، لأن الألم مش في الوسطاني بس، الطين غطى الحكايات في كل بيت.”
في زمن العواصف، تظهر المعادن.. زيارة الدكتور أيمن الشهابي كانت أكثر من تفقد رسمي، كانت ضمادا على جرح مفتوح، ورسالة مفادها: “لن أترككم وحدكم”.
وسط الطين، ظهرت الكرامة. في عيون الأهالي، انعكس نور من بقي وفيا لمعنى المنصب: خادم الناس… لا سيدهم.