قتل المعايير
د. ولاء مصطفي جعفر استشاري تربوي _ وخبير جودة وتطوير مؤسسي

حريف صورة ذهنية

بقلم د/ ولاء جعفر

للوهلة الأولي يتبادر إلي أذهننا أننا نرسم صورة في عقولنا حتي تتكون الصورة الذهنية ولكن ليس كذلك !!

ليس أنت من يبني الصورة الذهنية ولكن الأخرين هم من يخططوا عن قصد بناء الصورة الذهنية لتوجيهنا إلي طريق بعينه . كيف ذلك يا تُري سأتحدث إليكم عن ذلك ؟ .

يوجد العديد من التعريفات للصورة الذهنية ولكن الأقرب هو تعريف “نشوي الشلقانی” حيث عرفتها علي أنها انطباع ذهني لدى فرد أو جماعة نحو فرد آخر أو جماعة أخرى أو نظام آخر أو توجه سياسي أو قومي آخر، ويتكون من خلال تجارب الأفراد الشخصية وتجارب الآخرين والتعرض لوسائل الاتصال الجماهيرية.

نيجي لأهم نقطة وهي تكوين الصورة الذهنية نتيجة التعرض لوسائل الاتصال الجماهيرية وهي الأداة الأكثر استخداماً حالياً وتشمل الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي علي الإنترنت الذي غزا جميع العقول إلا من رحم ربِ. فنجد صُناع الصورة الذهنية يرسموا لك ما تتحدث عنه بصفة يومية ويشغل تفكيرك دون داعٍ لذكر أمثلة فالأمثلة كثيرة ولكن راجع ذاكرتك ستدرك تمام أن السوشيال ميديا تقوم بتوجهيك سيدي دون أن تدري .

ستجد نفسك تتحدث وتتشارك في أمور ليس لك شأن بها ولكن كنت سبب في انتشارها بمجرد التحدث عنها والترويج لها دون أن تدري …. نعم لقد أصبحت أداة في لمحة بصر تُستخدم للترويج لعادات وأفكار بل وألفاظ غير مُحترمة قد تكون فردية وبفضل تعاونك الغير مقصود أصبحت منتشرة .

ولك أن تهرب من هذا المطب الذي يُساهم في تدني ثقافة المجتمع والتشكيك في رموزه والدعوة إلي ممارسة عادات غير مستحبة لا تنتمي لعادات وتقاليد وأعراف أي مجتمع متحضر.

كل ما عليك أن تتبع قول رسول الله صلي الله عليه وسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفه))؛ رواه البخاري ومسلم .

الموضوع هو تحكم بالعقل والنفس ، والتفكير قبل رد الفعل سيدي هو الخير لنا جميعاً.

بقلم د. ولاء مصطفي جعفر استشاري تربوي _ وخبير جودة وتطوير مؤسسي

المقال السابق “التقليد الأعمى “كن نفسك ولا تكن في مهب الريح ..بقلم د/ ولاء جعفر

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك