كتب – محمد أبو النور :
في منتصف شهر مايو الماضى أصدر الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط قرارا بندب المهندسة نادية العراقي مدير عام الإدارات الهندسية بدمياط نائبا لرئيس مدينة فارسكور . كان القرار مفاجئا نظرا لوجود اثنين من النواب لرئيس المدينة : نائب لشئون المدينة وأخر لشئون القري ، وعدم وجود اختصاصات واضحة للنائب الجديد الثالث ، لكنه سرعان ما تم إعادة أحد النواب القدامي لعمله الأصلي بمجلس مدينة دمياط ، وتسلمت العراقي اختصاصاته كنائب لشئون المدينة .
جاء اختيار العراقي لفارسكور مشفوعا بتزكية من ” جهات رقابية ” أجمعت تقاريرها علي كفاءة العراقي وإخلاصها في العمل ونزاهتها وصلاحيتها للقيادة . كما جاء متزامنا مع تعيين هشام الكاشف وكيل وزارة التنمية المحلية رئيسا لمدينة فارسكور ، ليمثلان إضافة هامة ومؤثرة بجانب قيادات أخري مشهود لها بالخبرة والنزاهة والكفاءة داخل المجلس . وتكتمل منظومة القيادة بالمجلس لأول مرة منذ سنوات كان التردي والفشل عنوان العمل خلالها .
لكن علي الجانب الأخر ، وبرغم ما أحدثه الاختيار من ارتياح علي مستوي القمة بالمحافظة ، إلا أنه تسبب في حالة من البلبلة والقلق علي مستوي أخر هو قاع المجلس ، حيث مثلت العراقي ” صدمة مروعة ” لعدد من عناصر القاع .
ويأتي علي رأس هذه العناصر أحد العاملين بالإدارة الهندسية ، الذي يعيش كابوسا حقيقيا مزعجا منذ قدوم العراقي إلي المدينة . فقد سبق له الإصطدام بها أثناء عمله تحت رئاستها بدمياط ووقع بينهما خلاف شديد في إطار العمل – خلاف ميري وليس شخصي حسب تعبير مسئول كبير المحافظة – وتطور الخلاف إلي ما لا يليق ، فتم علي أثره استبعاده من دمياط ونقله إلي فارسكور . لكنه سرعان ما دارت الدوائر ووجد العراقي تعود فوق رأسه مرة أخري لكن هذه المرة بفارسكور .
ولعل هذه العناصر تصورت أن العراقي أتيحت لها الفرصة للتنكيل بهم والخلاص منهم ، ففشلوا في استغلال الفرصة لطي صفحة الماضي ونسيان خلافاته ، والتسامي فوق أطماعهم وأحقادهم ، والتجاوز عن ضلالاتهم وخرافاتهم من أجل الصالح العام ومصلحة المجلس والمدينة .
وكان هؤلاء قد وهبوا أنفسهم منذ البداية للإساءة للعراقي وتشويه صورتها وتلطيخ سمعتها . ونجحوا بدرجة ما في تحقيق هدفهم الخبيث .. إن لم يكن بقدرة الإقناع فبقوة الإيحاء . وهكذا عندما دخلت العراقي مجلس مدينة فارسكور لأول مرة نائبا للرئيس كانت تسبقها لدي معظم العاملين هذه الصورة الغامضة المهتزة ، التي صنعتها أساطير وروايات نسجتها العناصر الحاقدة من وحي الخيال المريض .
و تقود هذه العناصر حاليا حرب خفية مكتومة ضد العراقي لإفشالها وتطفيشها ، بمساعدة بعض الموظفات اللاتي لم يتقبلن حتي الآن فكرة وجود قيادة نسائية بالمجلس ، فاشتعلت بقلوبهن الغيرة والنفسنة ، وانطلقت ألسنتهن بالقبح والبذاءة .
ومن المفارقات العجيبة أن تجد بعضهن لا يتورع عن انتقاد العراقي أمام المواطنين المترددين علي المجلس بسبب اجتهادها وحركتها الدؤوبة داخل المدينة ، بينما هن منهمكات في أداء مهام عملهن اليومية الجسيمة في تقشير البسلة وخرط الملوخية علي مكاتب الدولة !