الأشهر الحرم رسالتة سلام للإنسانية كلها.. بقلم /خالد رزق

0
0

كتب

المحرر والناشر الإلكتروني لجريدة صوت الشعب، الصادرة من وعن محافظة دمياط

 الأشهر الحرم رسالة سلام للإنسانية كلها

 يقول الله عز وجل ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) {التوبة/36} 

 كان العرب قبل الإسلام يعظمون الأشهر الحرم فقد كان الرجل يلقى قاتل ابيه ولا يقتله ولا ياخذ بثأره وذلك في الجاهلية ولما جاء الإسلام عظم تلك الأشهر وهذه الآية الكريمة لم تفصلها بل جائت السنة النبوية المطهرة بالتفصيل الدقيق لها فعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجته فقال الا إن الزمان قد استدارعلى هيئته يوم خلق الله السماوات السنه اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا منها أربعة حرم ، ثلاثه متواليات ذو القعده وذو الحجه والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ، ومضر هي قبيلة لم تغير من ترتيب الأشهر كما كانت تفعل بقية العرب وعلينا أن نتعلم معاني الكلمات حتى نقف على رسالة السلام في الآية الكريمة

 ( إن ) تفيد :

  1 – التوكيد : تؤكد الكلام الذي بعدها 

  2 – التحقيق : يعني الكلام الذي بعدها حقيقي وحق لا كذب فيه بل هو يقين 

  3 – دفع الشك : الكلام الذي بعدها لا شك فيه بل هو يقين فإذا شككت فالشك في رأسك وليس في القرآن 

 4 – إزالة الوهم من الرؤوس يعني الكلام لا وهم فيه أبدا . 

 ( إثنا عشر شهرا ) : ( عام ) ( منها أربعة حرم ) وهي الشهور القمرية (خاص ) وإذا جاء الخاص بعد العام فإن ذلك يفيد الاهتمام 

 ( كتاب الله ) : اللوح المحفوظ 

 ( يوم خلق السموات والأرض ) : 

 أول ما خلق الله خلق القلم فقال له اكتب قال ماذا أكتب يا رب ؟ قال اكتب ما هو كان وما يكون إلى يوم القيامة . 

و ( حرم ) جمع حرام وهو ما أمر الشارع بتركه على وجه الحتم والإلزام 

 ( ذلك الدين القيم ) 

 ( ذلك ) اسم إشارة للبعيد وهو يتكون من ثلاثة حروف حرف” ذ ” اسم إشارة للبعيد ، حرف ” ل ” للبعد ، حرف ” ك ” للمخاطب 

 ( القيم ) في لغة العرب لها معنيان : 

 الأول : القوامة والسيادة 

قال تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء/34}) 

 الثاني : العدل المستقيم 

قال تعالى (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {الأنعام/115}) 

 ( فلا تظلمو فيهن أنفسكم ) 

إن الظلم في الاشهر الحرم إعظم خطيئه ووزرا من الظلم فيما سواه وان كان الظلم على كل حال عظيمه ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء وقال ان الله اصطفى صفايا من خلقه ، من الشهور رمضان والاشهر الحرم واصطففى من الايام يوم الجمعه واصطفى من الليالي ليله القدر فعظموا ما عظم الله فإنما تعظيم الامور ما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل 

 و ثبت في الصحيح الحديث القدسي الطويل عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (( يقول الله عز وجل: يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا))

 فهذه أشهر حرمها الله من فوق سبع سموات ولها مكانة عظيمة عند الله ويجب على الجميع تعظيمها وعدم ارتكاب أي معاصي فيهن قال تعالى (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج/32}) فمن يعمل فيهن حسنات فله من الأجر والثواب أفضل من أي أيام أخرى ومن يقترف فيهن إثما فإن السيئات تتضاعف 

ومن أمثلة الظلم للنفس ارتكاب المعاصي ومجاورة رفقاء السوء والتنمر على الآخرين إما باللفظ أو اليد والمشاحنة والبغضاء والحقد والحسد واستغلال حاجة الناس وعدم مساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم 

 ( وقاتلوا المشركين كافه كما يقاتلونكم كافه ) 

فيحتمل انه منقطع عما قبله وانه حكم مستانف ويكون من باب التهييج والتحضيض اي كما يجتمعون لحربكم اذا حاربوكم فاجتمعوا انتم ايضا لهم اذا حاربتموهم وقاتلوهم بنظير ما يفعلون ويحتمل انه اذن للمؤمنين بقتال المشركين في الشهر الحرام اذا كانت البداءه منهم

 كما قال تعالى ( الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص )

 وقال تعالى (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فان قاتلوكم فقاتلوهم ) …..الايه 

 ورسالتي للجميع أن هذه الأشهر وفضل اغتنامها من النفع للفرد المسلم الذي يغتنم فرص الطاعات والعودة لرب العالمين ونشر المحبة والسلام للعالم ونبذ العنف والحروب وفي النهاية دعاء لله عز وجل أن يرفع الكرب عنا وعن الجميع.

وسلامي للجميع مع تحياتي خالد رزق: استقبال رمضان والمواساة من القرآن.. بقلم /خالد رزق

 

 

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك